وقد أغلقت الفنادق التركية بواباتها بوجه المعارضات السورية
معظم وسائل الإعلام تؤكد “وقد تكون رويترز من أبرزها”، أن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري علي مملوك في دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية، بضغط وجهود روسية لإذابة الجليد بين الدولتين اللتين تقفان على طرفي نقيض بخصوص الحرب السورية.
الإعلام التركي يحكي بنصف لغة عن بشار الأسد، بحيث يترك نصف الباب مفتوحًا، حتى لايعييه أن يحوّل الباب إلى الباب المغلق إذا ما اقتضت الضرورة.
ـ هنا سيبرز السؤال:
ما الذي تبتغيه موسكو من حثّ أنقرة على التصالح مع النظام السوري؟
وسيكون السؤال اللاحق:
ـ ما الذي يغري الرئيس أردوغان ليفتح باب التصالح مع بشار الأسد؟
بالنسبة للروس، وأعقاب الحرب الروسية ـ الأوكرانية بات هاجسهم الرئيسي أن لايفتح انسحابهم الجزئي من سوريا البوابة لبسط السلطة الإيرانية على المناطق “المخلاة”، وواضح أن موسكو باتت اليوم في مازق كبير تحتاج فيه إلى حشد المزيد من المقاتلين على الجبهة الأوكرانية مايحتم عليها سحب جزء من قواتها والحاق هذا الجزء بالجبهة الأوكرانية.
هذا عن الروس الذين يفضلون التركي على الإيراني ليحل محلهم والكل على علم بحجم العلاقات الروسية ـ التركية، وهي تمتد من البحار إلى القمح والشعير، أما بالنسبة للأتراك فليس في الأفق مايشير إلى مصلحة جدية لهم بالتصالح مع نظام الأسد، اللهم سوى تعهده بضرب القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، وهو هدف عصي على الإمكان، فلا قوات النظام قادرة على خطوة كهذه، ولا القوات الأمريكية الراعية للقوات الكردية لتسمح بمثل هذه القفزة.
عمليًا حتى اللحظة ووفق كلام للرئيس التركي فمجمل المساعي لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، تقتصر حالياً على جهاز المخابرات، وأنه بناءً على نتائج تلك الاتصالات ستحدد تركيا شكل علاقاتها مع دمشق.
الرئيس أردوغان كرر حديثه عن إطلاق عملية عسكرية في شمال سوريا، مطالباً روسيا والولايات المتحدة بتنفيذ التفاهمات الموقَّعة مع تركيا عام 2019 بشأن إبعاد “وحدات حماية الشعب” الكردية، مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود التركية.
يشار إلى أن التغيير في الموقف التركي من دمشق ورئيس النظام السوري، بشار الأسد لم يعد خفياً ولا خجولاً أو خلف الأبواب الموصدة. فقبل أسبوعين، كشف عبد القادر سلفي، الكاتب التركي في صحيفة حريت المحلية، أن أردوغان قال في اجتماع لحزبه الحاكم “العدالة والتنمية”، “أتمنى لو كان الأسد سيأتي إلى أوزبكستان، لكنت تحدثت معه، لكنه لا يستطيع الحضور إلى هناك”.
كما نقل عن الرئيس التركي قوله “إن الأسد خاض الحرب مع المعارضة للحفاظ على سلطته”، مردفا لقد “اختار حماية سلطته”.
موقف أنقرة تبدّى في التضييق على المعارضات السورية المقيمة في أنقرة، وهذا لابد ويبهج بشار الأسد ونظامه، فإذا ما استطاع الروس فتح ثغرة للأسد في الجدار التركي، فهذا يعني إطالة عمر النظام ومنجه متنفسًا طالما سعى اليه، وهو المتنفس الذي لن تفتح الدبلوماسيتين لا السورية ولا التركية، ووحدها أجهزة استخبارات البلدين من يتكفل بذلك، ولكن ماهو الثمن؟ بالأحرى ماهي المقايضة؟
هنا لابد وتتلمس المعارضات السورية التي راهنت على تركيا رؤوسها، فمن يتغطى بالتركي يقتله الصقيع.
إدراك متأخر، كانت أثمانه باهضة، وأول أثمانه أن تحولت المعارضات السورية وعبر البوابة التركية إلى:
ـ معارضات فنادق و “بزنس”.
يظهر أن فنادق تركيا ستغلق أبوابها بوجه هذه المعارضات و:
ـ كفى.