قمة عرب “الحضيض”
هي القمة رقم “31” التي تسمى “القمة العربية”، وهاهي الجزائر تستصيفها اليوم، ربما بحثًا عن دور جزائري، وربما بفعل تقليد استمر في الحضور وغاب عن الفعل.
ما من قمة من القمم السابقة يمكن نعتها بـ “المجدية”، فالقمم إياها على اختلاف ظروف انعقادها ومستضيفيها، لم تكن في يوم من الأيام سوى “قمم تعارف لزعماء يعرفون بعضهم جيدًا” وقد تكون من الاستثناءات القليلة التي كان فيها للقمة دورًا تلك المسماة قمة القاهرة وقد أنتجت اتفاقية القاهرة مابين الفلسطينيين والأردنيين والتي انتهت بموت عبد الناصر، في إحالة للإجهاد الذي اصاب الرجل متنقلاً مابين غرف فنادق المتخاصمين.
واليوم “قمة لمّ الشمل”، لمّ شمل من على من؟
ـ المغربي على الجزائري وبينهما يسرح الغزال؟
ـ الخليجي على الخليجي وكذلك حالهما؟
ـ السوري ؟ لإخراج نظامه من عزلته فيما شعبه تتقاذفه المحيطات والامواج؟
لنكن على دراية أن جامعة الدول العربية ومنذ تأسيسها لم يكن لها “قوّة الزجر”، بما يعني جيشها الذي يشتغل على تطبيق مقرراتها، وكل مالديها مجموعة من رجال متفرغون، يتمددون في بناء الجامعة المحاذي لميدان التحرير في القاهرة، ليكون المبنى مجرد مأوى للعجزة الذين يتمولون بما يكفي لرفعهم عن عكّازات الكسحاء، ولو لم يكن الأمر على هذا النحو، لما استدعيت جيوش جرارة إلى العراق في حربها مع الكويت، والكل تحت المظلة الأمريكية، فيما كان جنود الجيوش العربية يقبعون في متاحف دباباتهم بلا أي معنى او حراك، ولما كانت الحرب السورية قد اتخذت هذا الشكل بتطوراته اللاحقة وقد تحوّلت سوريا إلى ملعب لللإيراني والروسي والامريكاني، مع استحضارات مذهلة للشاي السيرلانكي.
جامعة الدول العربية، من تجمع؟
هذا سؤال عمره بعمر هذه الجامعة، أي انه اتصل فيها يوم كان للعرب زعامات بحجم الملك حسين بن طلال، وعبد الناصر، والحبيب بورقيبة وياسر عرفات، وصدام حسين وحافظ الأسد والحسن الثاني وهواري بومدين، فما بالنا اليوم وليس فيها شخصية عربية واحدة صالحة لإدارة دكان، أو توطيد معنى في عالم عربي خسر كل معانيه ولم يتبق له من المعاني سوى “العبث”؟
يعقدون القمة، والكل يعلم أنه مامن قمة إلاّ وكتب بيانها الختامي ماقبل انعقادها حتى بات بيانها واحد مع اختلاف الانحدار في اللغات.
قمة عربية تعقد الآن، والحضيض العربي في كل آن.
من مبدأ ترشيد النفقات:
ـ عيب، فضوها سيرة وأغلقوا بوابة هذه الجامعة التي لم يعد لها مما يلزم لزوم.
ـ لا.. بالأساس لم يكن لها مما يلزم لزوم.