كرات النار وقد تتدحرج إلى لبنان
الاول يستثمر بـ “الشهادة”، والثاني يستثمر بـ “المتعة”، وعليهما أن يتعايشا في دولة واحدة، ويكفي الانتقال من محطة “المنار”، إلى محطة “mtv” لتتيقن أن التعايش مستحيل، فهذه محطة نصر الله تتمنى لشبابها مقابلة الله بالموت، وتلك محطة تأخذ شبابها إلى الاستمتاع بالحياة، والبلد أصغر من أن تقسّم، غير أنها اعجز من أن تتعايش، أما عن التوافق إذا ماحصل فلابد وسيحصل وكل يخبّئ جرحه من الثاني تحت معطفه.
هذا حال بلد كيف رّسِم، وكيف حمل اسم دولة، وكيف سيستمر، وهو منقسم على هذا النحو، فإذا ما تقسّم، فلن يتقسّم بـ “السلم” وإذا ما توحّد، لن ينال “السلام” وعلى الحدود ثمة “إسرائيل”، ولاسرائيل طلباتها واستحقاقتها، ومن شرقه نظام شاء أن يُلحق به لبنان، فيما بات مقسّمًا ما بين جيوش ودول، ولم يبق من نظامه سوى حارس قصر، ما من زائر يزوره، سوى مستشارون لا احد معني باستشارتهم.
لبنان يطرح سؤال:
ـ الدولة.
كيف تتشكّل، وكيف تتكوّن، وكيف تتتعايش، وكيف تستمر.
واليوم، الكل في خندقه، ومن يتجوّل مابين الخنادق هو الاكثر عرضة لاصطياده، والكل يدرك أن طريق “الحسم بالحرب” لم يجد بالأمس حتى يجدي اليوم، فسلاح حزب الله لايمكن انتزاعه سوى بانتزاع إيران، والتيارات اللبنانية الاستقلالية، ليس بوسعها الاستقلال فيما خصمها مدعوم بسلاح إيران ونفط إيران وعقيدة إيران، والدائرة تدور كما “البرغي” يدور على محوره، ويعيد اليوم ما “فتله” بالامس، وعلى الدوام لاجديد، ومع اللاجديد، يتمدد الفساد، ويتمدد الجوع، ويتحوّل البلد إلى وعد للعصابات بعد انهيار وعد الدولة، فيما الطائفة تضيق.
هذا لبنان.
لبنان المقسّم، ما بين أم حنون اسمها فرنسا، وزوجة أب اسمها إيران، اما الأمريكان فلم يسبق أن حموا حليفًا أو حافظوا على حليف فـ “الجماعة” بياعين، وليس أسهل عليهم من البيع بالرخيص كما اشتروا بالرخيص.
لبنان اليوم على مفترق.. سبق ووقف عليه، كل الفارق، ان من لم يتعلم من دروس الأمس، سيدفع وغيره أثمان اليوم.
كرة نار تتدحرج على لبنان.. قبلها كانت كرات الثلج.