هاتوا صواريخ وخذوا صوتنا
تأييد “كييف” لقرار مناهض لإسرائيل والذي شمل 99 دولة كانت قد أيدت قرار اللجنة الخاصة للأمم المتحدة، والذي يخول المحكمة الدولية في لاهاي البحث والتقرير بأن وجود إسرائيل في الضفة الغربية يعدّ احتلالاً مستمراً، أثار حفيظة الإسرائيليين، حتى وصل الأمر بـ “معاريف”، أن تخاطب زيلنسكي بالقول “إذن أطلب صواريخ من محمود عباس”،
أكثر من ذلك أضافت معاريف “كييف تعرف ما هو الاحتلال. هي تعاني منه يومياً في الأشهر الأخيرة. المقلق أكثر هو المفارقة في موقف كييف بالنسبة لنا؛ فمن جهة، تستجدي أن نساعدها بالسلاح في حربها ضد روسيا، ومن جهة أخرى تؤيد أعداءنا. يبدو أنها نسيت أن إسرائيل اتخذت موقفاً مؤيداً لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، في الوقت الذي تعارض ذلك أصوات داخل إسرائيل”.
هو نوع من الابتزاز تمارسه إسرائيل على الحكومة الأوكرانية، وهاهي تذكّر الحكومة الأوكرانية بأن إسرائيل ” أخذت على نفسها مخاطرة، وإن كانت محسوبة، تجاه موسكو وانضمت إلى الدول الغربية المؤيدة لأوكرانيا”. وتبرر ذلك بالقول “لم نفعل كل هذا كي نتلقى صفعة من كييف. بدلاً من الانضمام إلى مؤيدي إسرائيل ضد القرار المناهض لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة، اختارت كييف السير معها دائماً. فهل تأمل أن يمنح الفلسطينيون أوكرانيا التأييد السياسي الدولي الذي تحتاجه؟ أم لعل السلطة الفلسطينية ستساعدها بالسلاح في وجه بوتين بدلاً من إسرائيل؟”.
تتمهل “معاريف” وتستعيد أنفاسها ومن ثم تدعو كييف و “بهدوء” لـ “عصف ذهني ” كي “توازن سياستنا تجاه الصراع بين موسكو وكييف. ستكون مصلحتنا دوماً في رأس اهتمامنا. ستسمع كييف أنهم لا يخيبون فقط أملنا بتأييدهم لقرار مناهض لإسرائيل قد يحمل آثاراً في المستقبل، بل إن قرارها البائس هذا لا يسهم في تعزيز العلاقات بين الدولتين”.
مزيج من الوعد والتهديد، ومن ثم اقتراحات كان على “كييف” اختيارها، وهو مزيج كانت إسرائيل قد اقترحته على حكومة زيلنسكي “يمكن لكييف / والكلام لمعاريف/ أن تتغيب عن التصويت. كان يمكنها أيضاً أن تمتنع. أما الآن، حين اختارت معسكرها المناهض لإسرائيل، فينبغي أن نفحص كيف ستتصرف لاحقاً: إما أن تواصل تأييد القرار المناهض لإسرائيل الذي سيطرح على الجمعية العمومية بكامل هيئتها لإقراره، أم ستغير تصويتها فتنضم إلى الولايات المتحدة وباقي الدول المؤيدة لإسرائيل”.
بعد هذا ما الذي سيتبقّى لـ “كييف”؟
هل ستعاند السياسات الإسرائيلية، وضمنًا السياسات الأمريكية؟ أم ستنعطف باتجاه “الامتناع عن التصويت” أو “التصويت لصالح إسرائيل”، مع كل هذا الفيض من التوتر والنصائح؟
ستنعطف، لاشك بذلك، ولكن للانعطافة ثمنها:
ـ لاصواريخ لدى محمود عباس.. فائض صواريخ لدى إسرائيل، وبالنتيجة:
ـ أعطونا صواريخ وخذوا صوتنا.
هذا ما سيحدث.