اللوموند: الأسد مهندس الخراب في سوريا ينتهج سياسة الإبتزاز في ملف إعادة الإعمار

مرصد مينا

سلطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على سياسة الابتزاز التي ينتهجها الرئيس السوري بشار الاسد وهي ومحاولة استغلال رغبة جيرانه في إعادة إعمار البلاد لصالحه.

الصحيفة الفرنسية و تحت عنوان “إعادة إعمار سوريا موضوع ابتزاز جديد لبشار الأسد”، قالت إن بشار الأسد يسعى الآن، بعد خروجه من عزلته الإقليمية بفضل إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية في مايو، إلى جني ثمار إعادة تأهيله.

واشارت إلى أنه يمتلك مصدرين رئيسيين: تهريب الكبتاغون، الأمفيتامين الذي تغرق سوريا به المنطقة؛ وعودة اللاجئين، الأمر الذي يؤثر سلباً على اقتصاد جيران سوريا. ويعد الأسد ببادرة بشأن هذه الملفات، التي تعد أولويات القادة العرب، مقابل دعم دول الخليج لإعادة إعمار سوريا، الذي شدد رئيس الدبلوماسية فيصل المقداد عشية قمة جدة في 18 مايو على أنه بدونه فإن عودة اللاجئين غير ممكنة.

 “لوموند” اعتبر أن تبادل الأخذ والعطاء هذا من نظام هو المهندس الرئيسي للدمار الذي خلفته اثني عشر عامًا من الحرب – حوالي واحد من كل خمسة منازل دمّرت، والنقل والصناعة والكهرباء والصحة اهتزت، أكثر من 90 بالمئة من السكان تحت خط الفقر، وفقًا للأمم المتحدة، يبدو مثل الابتزاز.

الصحيفة أوضحت أنه في واشنطن كما في بروكسل، لم يتغير الموقف: لن يكون هناك تطبيع مع دمشق ولا رفع للعقوبات ولا إعادة إعمار بدون حل سياسي للصراع، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254. يبدو أن الكونغرس الأمريكي ملتزم بتجديد قانون “سيزار” في عام 2024. تم تقديم مشروع قانون من الحزبين في مايو لتعزيز نظام العقوبات هذا. يريد الموقعون عليها التأكد من أن إدارة بايدن، التي تبدو راضية عن الشروط التي وضعتها جامعة الدول العربية على دمشق مقابل التطبيع، لا تقدم أي تنازلات بشأن هذه النقطة لحلفائها الخليجيين، مقابل ضمانات بشأن ملفات إقليمية أخرى.

اللوموند أشارت إلى أنه منذ ربيع عام 2022، أثار برنامج طورته الأمم المتحدة في دمشق، تحت اسم دعم العودة على أساس المناطق، الجدل. ووعد بتمويل هذا النوع من المشاريع مقابل إجراءات تشجع على عودة اللاجئين. وبصرف النظر عن البرنامج الذي تموله إيطاليا، فقد لاقى نجاحًا ضئيلًا. وقد تعرقل تنفيذ المشاريع بسبب بعض التردد من الأمم المتحدة، وكذلك من جانب المانحين الغربيين القلقين من القمع ضد الأشخاص الذين عادوا إلى سوريا والإملاءات التي يفرضها النظام في اختيار المناطق التجريبية. ويمكن للضغط الذي تمارسه الدول العربية من أجل عودة اللاجئين أن يزيل هذا التردد تدريجياً.