فيتو أمريكي جديد.. السعودية: وقف الحرب يجب أن يكون الآن وليس بعد أسبوعين
مرصد مينا
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن المجتمع الدولي لا يعتبر وقف الحرب بقطاع غزة أولوية، مشددا على أنه يجب أن يكون الآن وليس بعد أسبوعين.
جاء ذلك خلال كلمة للوزير ابن فرحان في واشنطن التي يزورها حاليا ضمن وفد وزاري عربي، وفق ما نقلته صحيفتا الرياض وعكاظ السعوديتان. وصرح وزير الخارجية السعودي: “المجتمع الدولي لا يعتبر نهاية الحرب في غزة أولوية ونحتاج لوقف إطلاق النار في القطاع الآن وليس خلال أسبوعين”.
وأضاف: “مستعدون لمناقشة ما الذي سيأتي بعد توقف القتال، ونحن بحاجة إلى خريطة طريق موثوقة لإقامة دولة فلسطينية”، مشيرا إلى تسجيل “ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين بقطاع غزة”، مشيرا إلى أن “الوضع الإنساني يتدهور، ومن غير المقبول تقييد دخول المساعدات إلى غزة”.
في سياق متصل استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف “إطلاق نار إنساني فوري” في قطاع غزة.
وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
نائب المندوبة الأمريكية روبرت وود اعتبر أن مشروع القرار “منفصل عن الواقع” و”لن يؤدي الى دفع الأمور قدما على الأرض”.
وكان من المفترض أن يصوت مجلس الأمن الدولي، في جلسته الصباحية اليوم الجمعة، على مشروع القرار العربي الذي يدعو لوقف إطلاق نار إنساني فورا، ولكن جلسة التصويت عقُدت في الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت نيويورك.
الجلسة جاءت بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي فعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة حيث وجه خطابا إلى مجلس الأمن يوم أمس حول الوضع الكارثي في قطاع غزة والتطورات الأخيرة التي اعتبرها تهديدا للأمن والسلم الدوليين.
وقال الأمين العام، في أول كلمة ألقيت في الجلسة اليوم، “في مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، أحث مجلس الأمن على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار”.
وركز غوتيريش على 3 نقاط رئيسية: أولها، عدم وجود حماية فعالة للمدنيين في غزة حيث “لا يوجد مكان آمن”. ثانيا، نفاد الغذاء، “فوفق برنامج الأغذية العالمي هناك خطر كبير للجوع الشديد والمجاعة في غزة. ثالثا: انهيار النظام الصحي في غزة فيما تتصاعد الاحتياجات.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة. وحث مجلس الأمن الدولي على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين والتوصيل العاجل للإغاثة المنقذة للحياة.
من جهته، دعا السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات- العضو العربي بالمجلس “باسم الإنسانية والعدالة والسلام”.
وقال منصور هذه لحظة الحقيقة، مشيرا إلى أن “هدف الإسرائيليين واضح وهو إجبار الناس على المغادرة. بغض النظر عن عدد المرات التي يقول فيها البعض إن ذلك لن يحدث”، مشيرا إلى أن “تلك الحرب هي جزء من الهجوم الذي يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني كأمة وتدمير قضية فلسطين.. الشعب الفلسطيني لن يموت عبثا. الشعب الفلسطيني يستحق الاحترام”.
من جهته، انتقد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، عدم استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن الحروب والصراعات الأخرى، مثل ما حدث في أوكرانيا وسوريا واليمن.
وقال إردان مخاطبا أعضاء مجلس الأمن: “السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو دعم مهمة إسرائيل، لا الدعوة لوقف إطلاق النار. لمن يطالب منكم بوقف إطلاق النار، يجب أن تتذكروا الحقائق. في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر كان هناك وقف لإطلاق النار ولكن حماس انتهكته في 7 تشرين الأول/أكتوبر بغزو غير مبرر من آلاف النازيين من حماس لإسرائيل. إرهابيو حماس ارتكبوا مذبحة لم نرها منذ الهولوكوست”. حسب تعبيره.
وأضاف السفير الإسرائيلي أن عدم تدمير حماس سيؤدي إلى “تكرار هذه الفظائع”، وذكر أن الدعوة لوقف إطلاق النار تعني استمرار معاناة الجميع وتعزيز سيطرة حماس على غزة وتوجيه رسالة تسامح حماس على على الفظائع المتعمدة، وإعطاء قمع حماس لغزة الضوء الأخضر من المجتمع الدولي”.
وذكر أن حماس تريد زيادة عدد القتلى والجرحى من المدنيين في غزة، لذا “تختبئ وراء وتحت السكان المدنيين” وتستخدمهم كدروع بشرية، حسب تعبيره. كما اتهم حماس باختلاق أعداد الضحايا في غزة. وقال إن حماس هي المسؤولة عن الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
بدوره، دعا نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إلى إنهاء دائرة العنف. وأضاف أن بلاده تضم صوتها إلى العديد من النداءات لوقف إطلاق النار المستدام والعودة إلى حل الأسباب الجذرية لهذا النزاع. وإنهاء الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة.
وقال إن روسيا تستنكر بشكل قاطع أي عمل قد يؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، كما لا تقبل أية مخططات للتهجير القسري لسكان غزة إلى الجنوب، وهو عبارة عن النكبة الجديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني”، مشددا على أن بلاده تعظم كل المبادرات البناءة لمجلس الأمن الرامية إلى تطبيع الوضع وفتح الطريق أمام عملية التسوية الجدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى ما وصفها”محاولات أحد أعضاء المجلس لإبطاء وإفشال هذه الجهود المشتركة”.
وأضاف أنه في ظل هذه المخططات المشكوك فيهم، كانت روسيا ولا تزال تقف إلى جانب الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تتعايش في سلام وأمن مع جارتها إسرائيل.
روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، قال إن بلاده لا تؤيد دعوات الوقف الفوري لإطلاق النار. وأضاف أن ذلك لن يؤدي سوى إلى غرس بذور الحرب المقبلة لأن ترغب حماس لا في تحقيق السلام الدائم أو حل الدولتين.
وانتقد ما وصفه بفشل مجلس الأمن الدولي في إدانة هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقال إن الحركة ستواصل احتجاز الرهائن إذا وضعت إسرائيل- من جانب واحد- أسلحتها جانبا اليوم كما تطالب بذلك بعض الدول.
وأضاف أن الولايات المتحدة فيما تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها ضد الأعمال الإرهابية والفظائع المروعة، فإنها تقوم- على أعلى المستويات- بجهود دبلوماسية مكثفة لإنقاذ الأرواح ووضع أسس السلام الدائم.
مسودة مشروع القرار العربي
1. يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
2. يكرر مطالبته جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، ولا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين.
3. يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وكذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية.
4. يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريرا عاجلا ومستمرا إلى المجلس على أساس حالة تنفيذ هذا القرار.
5. يقرر إبقاء هذه المسألة قيد نظره الفعلي.