البرادعي يتحدث عن “الهوة السحيقة” و”كيسنجر عربي”
مرصد مينا
أشار نائب الرئيس المصري الأسبق، محمد البرادعي إلى ما أسماه “الهوة السحيقة” بين مكانة الدول العربية وقدرات شعوبها .
جاء ذلك في تدوينة للبرادعي على صفحته بمنصة أكس حيث قال: “طوال مسيرتي المهنية وفي كل مكان ذهبت اليه قابلت شبابا وشيوخا من عالمنا العربي ذو وعي عميق وعلم رفيع وثقافة واسعة؛ أناس تفتخر بهم الدول التي يعيشون فيها ويلقون كل تقدير واحترام”.
وتابع: “أفكر في هذا ثم اتذكر واقعنا العربي الوهن فتملئني الحسرة: لماذا نحن فيما نحن فيه الآن!.. الهوة بين مكانة الدول وبين قدرات الشعوب في عالمنا العربي سحيقة”. مضيفا: “سأظل اكرر ان تمكين شعوبنا رجالا ونساء وإطلاق طاقاتهم الخلاقة في مناخ من الحرية والعلم والعدل هو الأمل الوحيد للخروج من كبوتنا.. السلطوية وباء قاتل لروح الانسان والانسان هو الذي يعطي لأي وطن قيمة ومعنى”.
يشار أن البرادعي رد مؤخرا على تساؤل طرحه الإعلامي المصري عمرو أديب عن سبب عدم ظهور “كيسنجر عربي”، في إشارة إلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أحد أبرز الدبلوماسيين في تاريخ الولايات المتحدة، والذي توفي عن عمر يناهز 100 عام.
وقال عمرو أديب، في تغريدته: “يسبون كيسنجر بعد وفاته لأنه كان يفكر ويخطط ويهندس. هل منعنا أحد من التفكير والتخطيط أين ذهب كيسنجر العربي. لماذا لم يظهر لماذا لم نعرف ( كيسنجرا) في حياتنا السياسية. الرجل خدم أصله وقناعاته لآخر لحظة في عمره بل هو أثر على عمرنا كله. بدلا من سب كيسنجر فلنصنع مليون كيسنجر”.
البرادعي علق على تغريدة عمرو أديب، قائلا: “بصرف النظر عن الخلاف بشأن آراء ومواقف كيسنجر كمفكر استراتيجي وسياسي، أود أن أطمئنك أن (كسينجر العربي) لن يظهر إلا عندما يتوفر مناخ من الحرية يفرق بين النظام والوطن وأن الرأي والرأي الآخر وحرية التفكير هما الطريق الحقيقي للتقدم وبحيث يستطيع الإنسان فيه، كل إنسان، أن يعبر عن رأيه أيا كان معارضا أو مؤيدا لسياسات دولته، فيلقى اهتماما على كافة المستويات من إعلام حر ومجتمع مدني بل ومؤسسات رسمية دون أن يشيطن أو يلقى به في غياهب السجون”.
وأضاف البرادعي: “أعرف الكثيرين كان يمكن أن يكونوا (كيسنجر العربي) أو بمعنى آخر مفكر استراتيجي عربي ولكنهم إما منزويين داخل بلادهم أو يعملون في الخارج في مناخ يوفر لهم حرية التعبير وقبلها الكرامة الإنسانية”. وتابع قائلا: “السؤال مشروع، ولكن الإجابة عنه معروفة منذ زمن طويل”.