واشنطن تتراجع عن اقتناص هدف كبير في الميليشيات العراقية الموالية لإيران
مرصد مينا
عدلت الادارة الامريكية خططاً كانت موضوعة لاقتناص هدف كبير في الفصائل العراقية الموالية لإيران، وفقا لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.
المسؤول بحسب صحيفة نيويورك تايمز قال: تراجعنا عن ضرب قيادي كبير بالفصائل في العراق بعد التهدئة.
وبحسب الصحيفة، طلبت إيران من الفصائل بالعراق تجنب الهجمات على أهداف أميركية، والقادة الإيرانيون رأوا أن استقلالية الفصائل المسلحة بدأ يأتي بنتائج عكسية وقد يدفعهم للحرب.
يشار أن القوات الأمريكية وعقب استهداف قاعدة البرج 22 في الأردن ومقتل ثلاثة جنود أمريكيين ردت بقصف مقرات للحرس الثوري الايراني في سوريا والعراق ومن ثم قتلت القيادي في ميليشيات كتائب حزب الله العراقي ” أبو باقر الساعدي” بطائرة مسيرة وسط بغداد.
معهد “واشنطن” كان كشف في تقرير له أن “ابو باقر الساعدي” تولى إدارة خلية استهدفت دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2021.
الساعدي الذي حملته واشنطن مسؤولية الهجوم على القوات الأمريكية في البرج 22 كان “حارساً شخصياً موثوقاً به لمؤسس كتائب حزب الله وقوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس المدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية”، حيث كان الساعدي من “الأشخاص القلائل الذين سمح لهم بالدخول إلى الغرفة خلال اجتماعات المهندس مع المسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما سمح له حتى بحمل السلاح بحضور كبار القادة مثل قائد فيلق القدس قاسم سليماني”.
التقرير أكد أن الساعدي كان ينتمي إلى جناح الأمين العام للكتائب “أبو حسين الحميداوي” الذي هو قائد جناح العمليات الخاصة في الكتائب. كما أن الساعدي كان أيضاً مقرّباً من “إرهابي آخر” وهو “منتهك لحقوق الإنسان ومدرج على قائمة العقوبات الأمريكية”، بحسب وصف التقرير، وهو أبو زينب اللامي (الاسم الحقيقي حسين فالح عزيز اللامي) المنتمي أيضاً إلى جناح “أبو حسين” في كتائب حزب الله.
وأضاف أنه عندما اندلعت احتجاجات تشرين في العام 2019، كان الساعدي مسؤولاً كبيراً في مديرية أمن الحشد الشعبي التي يرأسها أبو زينب اللامي، وكان بالتالي موظفاً في الحكومة العراقية وعنصراً في قوات أمن الدولة، وأنه بصفته قائداً لمديرية أمن الحشد الشعبي في منطقة الرصافة، فقد كان مسؤولاً عن منطقة الاحتجاجات الرئيسية في ساحة التحرير، “وقَمَع الاحتجاجات السلمية ويسّر قتل المتظاهرين وكذلك اختطافهم وتعذيبهم”، بحسب التقرير الأمريكي.
كما أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أبو زينب اللامي بسبب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تتعلق باغتيالات وقمع المتظاهرين”.
وفيما يتعلق بنشاطه الخارجي، قال التقرير الأمريكي إن الساعدي ظهر مجدداً في العام 2021 عندما قاد ضربة بطائرة مسيّرة في 2 شباط/ فبراير 2021 استهدفت الإمارات العربية المتحدة، وتبنت مسؤوليتها جماعة الواجهة “ألوية الوعد الحق” الخاضعة لسيطرة كتائب حزب الله.
بحسب معهد “واشنطن”، فإن الساعدي تولى إدارة خلية تشكلت في شرق بغداد نقلت طائرات مسيّرة زوّدتها بها إيران إلى جنوب العراق، ثم أطلقتها نحو أهداف مدنية إماراتية باستخدام إحداثيات وفّرها فيلق القدس عبر منشآت كتائب حزب الله في جرف الصخر.
في السياق نفسه أشار التقرير إلى أن رد الفعل الأولي لأبو حسين قائد الكتائب عبر قناة “كاف” التابعة لكتائب حزب الله على تليغرام، هو الدعوة إلى ضبط النفس، إذ اكتفى بتكريم الشهداء وتهنئتهم، مضيفا أنه في ظل هذه الظروف، فإن ضبط النفس هذا يعتبر ملفتاً جداً.
وأشار إلى أنه مثلما هو متوقع، فإن رد فعل حركة النجباء كان أكثر عدائية وتعهدت بالانتقام، وقد يكون ذلك تعبيراً صادقاً عن التضامن أو محاولة خفية للتفوق على كتائب حزب الله.
وختم التقرير الأمريكي بالقول إنه في حال امتنعت كتائب حزب الله عن الرد على هذه الضربة المؤلمة، بعد أن تقاعست عن الرد على ضربات واسعة النطاق التي استهدفتها كما استهدفت الوحدات التابعة لها في 3 شباط/ فبراير 2024، فإن ذلك سيعني أن وقف التصعيد الذي أمرت به إيران ما يزال الخيار المفضل لدى الأخيرة وأن كتائب حزب الله ما تزال منضبطة وتتقيد تماماً بتوجيهات فيلق القدس.
وتابع قائلاً إنه “قد نرى في المقابل رداً انفعالياً أولياً، ربما في سوريا دون إلحاق إصابات في صفوف الأمريكيين، لتلبية الحاجة إلى رؤية رد واضح”.
معهد واشنطن أضاف في تقريره أن حركة النجباء قد تقوم بالانتقام نيابة عن كتائب حزب الله، في سوريا أيضاً، لافتاً إلى أن الكتائب وإيران قد تعتبران أن أفضل انتقام هو طرد القوات الأمريكية من العراق، ولذلك قد تواصلان الضغط في مجلس النواب العراقي بدلاً من ذلك.