بيت أسرار الجولاني.. هجوم انتحاري يودي بحياة “أبو ماريا القحطاني”
مرصد مينا
أعلنت هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” مقتل “أبو ماريا” القحطاني القيادي في الهيئة وبيت أسرار زعيمها “ابو محمد الجولاني” وذلك بعد أيام من إطلاق سراحه.
هيئة تحرير الشام أطلقت سراح ميسر علي الجبوري” العراقي الجنسية والمشهور باسم “أبو ماريا القحطاني” من سجونها في شهر آذار الماضي، عقب اعتقال دام لأشهر لأسباب متضاربة منها العمالة أو التحضير لانقلاب على الجولاني، واتخذ القحطاني من إحدى المضافات في منطقة سرمدا شمالي إدلب مكاناً لاستقبال المهنئين له، ومعظمهم من شيوخ العشائر ممن لهم صلة بالقيادي المذكور.
ومساء أمس الخميس، أعلنت الهيئة مقتل القحطاني جراء هجوم نفذه أحد عناصر “تنظيم الدولة” (داعش)، باستخدام حزام ناسف، كما نشرت صوراً للقيادي بعد مقتله، ولجثة الشخص الذي فجّر نفسه بالقحطاني وبقايا الحزام الناسف.
مصادر إعلامية أشارت إلى أن ثلاثة أشخاص دخلوا إلى المضافة ومعهم سيف بغرض تقديمه للقحطاني، وعند عزم الأشخاص المغادرة، اقترب أحدهم من الجبوري، بينما خرج الشخصان الآخران بسرعة، ومع تقدم الشخص الثالث إلى القحطاني، فجّر نفسه وقتل معه القيادي البارز في الهيئة.
تشير بعض المصادر إلى أن أبو ماريا من مواليد العام 1976 في قرية هرارة العراقية وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، التحق القحطاني بالشرطة العراقية، وعمل في مديرية أمن نينوى، لكنه سرعان ما ترك الوظيفة لينضم إلى مجموعة جهادية كان يتزعمها محمد خلف شكارة (أبو طلحة الأنصاري)، وهي إحدى المجموعات التي شكل منها الأردني أبو مصعب الزرقاوي جماعة التوحيد والجهاد.
ومع إعلان الزرقاوي ولاءه لأسامة بن لادن في عام 2004، وتحوّل جماعة التوحيد والجهاد إلى تنظيم “القاعدة” في بلاد الرافدين، كان القحطاني حينذاك يُعرف بين مقاتلي التنظيم باسم “أبي حمزة” و”أبي مصعب” و”الشمري”، قبل أن يستقر على لقب “الغريب المهاجر القحطاني”.
انتقل القحطاني من العراق إلى سوريا، عقب الخلافات مع تنظيم “دولة العراق الإسلامية”، فبعض المصادر تؤكد ذهابه إلى سوريا في عام 2009 للعمل داخل بقالة، وبعضها تشير إلى أنه توجه للأراضي السورية بعد انطلاق ثورات الربيع العربي.
وبعد توجهه إلى سوريا، بقي القحطاني على اتصال مع قيادات جهادية في العراق، وحاول إقناع شيوخ ودعاة في تنظيم الدولة بالانشقاق عن التنظيم أو خلع أميره آنذاك أبو بكر البغدادي، بذريعة سياساته الخاطئة وانتهاكاته الواسعة، وتأسيس بديل جهادي جديد، الأمر الذي دفع قيادات في التنظيم إلى اتهامه بالخيانة، ونعته بـ”البقال الخائن”.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن مقتل القحطاني الخاضع لعقوبات أميركية منذ العام 2012، وتـتّهمه وزارة الخزانة بأنه انتقل إلى سوريا في العام 2011 لنشر عقيدة القاعدة هناك قبل توليه مناصب قيادية في جبهة النصرة.