مشاركة كثيفة في الجولة الحاسمة للانتخابات التشريعية الفرنسية
مرصد مينا
بدأت في فرنسا اليوم الأحد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية والتي ستعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد، بعد جولة أولى أفرزت تقدم اليمين المتطرف بشكل كبير.
ولغاية الساعة 12:00 ظهر الأحد بتوقيت باريس بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية 26.36%، وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية.
وكانت نسبة المشاركة في الجولة الأولى في نفس الوقت 25,9% الأسبوع الماضي.
وتعتبر نسبة المشاركة منتصف اليوم قياسية، إذ إن أعلى نسبة مشاركة في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية في فرنسا كانت سنة 1981، ووصلت حينها 25.90%.
وتشير توقعات استطلاعات الرأي إلى أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف سيفوز بأكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية، لكنه من المرجح أن لا يتمكن من تحقيق الأغلبية.
ومثل هذه النتيجة قد تؤدي إلى برلمان معلق وفوضوي، وهو ما سيؤثر بشدة على سلطة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وبالمثل، إذا فاز حزب التجمع الوطني القومي المتشكك في الاتحاد الأوروبي بأغلبية فقد يجد الرئيس نفسه مجبرا على “تعايش” صعب.
وكان حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان حقق مكاسب تاريخية بعد فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات يوم الأحد الماضي، مما أثار شبح تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن بعد أن وحّدت أحزاب الوسط واليسار قواها خلال الأسبوع الماضي في محاولة لتشكيل حاجز مناهض لحزب التجمع الوطني، تبدو آمال لوبان في فوز حزب التجمع الوطني بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية المكونة من 577 مقعدا أقل تأكيدا.
وبحسب اسطلاعات الرأي فإن حزب التجمع الوطني سيصبح القوة التشريعية المهيمنة، لكنه سيفشل في الوصول إلى الأغلبية البالغة 289 مقعدا التي تعتقد لوبان وتلميذها جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاما أنها ستسمح لهما بالمطالبة بمنصب رئيس الوزراء وجرّ فرنسا بشكل حاد نحو اليمين.
وكان اليمين المتطرف تصدّر النتائج في الجولة الأولى بنسبة 34% من الأصوات، وحل تحالف الجبهة الشعبية الجديدية (تحالف اليسار) في المرتبة الثانية بنسبة 29%، في حين تراجع حزب الرئيس إيمانويل ماكرون والقوى الداعمة له إلى المركز الثالث بنسبة 20%.