العفو الدولية تتهم فرنسا بممارسة التمييز ضد المسلمين في الأولمبياد
مرصد مينا
اتهمت منظمة العفو الدولية “أمنستي” السلطات الفرنسية بممارسة التمييز العنصري ضد المسلمين في البلاد، معتبرة حرمان الرياضيات الفرنسيات المحجبات من المنافسة في الألعاب الأولمبية بأنه ينتهك القوانين الدولية لحقوق الإنسان، ويكشف “النفاق التمييزي” للحكومة الفرنسية.
جاء ذلك في تقرير جديد صدر أمس الثلاثاء، والذي جاء تحت عنوان “لا يمكننا التنفس بعد الآن”.
أضافت المنظمة غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها في لندن:”حتى الرياضة، لا يمكننا القيام بها بعد الآن: انتهاكات حقوق الإنسان للنساء والفتيات المسلمات من خلال حظر الحجاب في الرياضة في فرنسا”.
التقرير الذي نشر قبل 10 أيام من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس، كشف تفاصيل “التأثير المُدمر” الذي يحدثه حظر الحجاب على النساء والفتيات المسلمات على جميع مستويات الرياضة الفرنسية.
في هذا السياق تقول “آنا بلوس” الباحثة الدولية بمجال حقوق المرأة في أمنستي:”إن منع الرياضيات الفرنسيات من التنافس بالحجاب الرياضي في الألعاب الأولمبية والأولمبياد للمعاقين يكذب الادعاءات القائلة إن باريس 2024 هي أول دورة ألعاب أولمبية للمساواة بين الجنسين، ويكشف التمييز العنصري بين الجنسين”.
وبحسب العفو الدولية فإن القواعد التمييزية التي تحدد ما ترتديه النساء تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان للنساء والفتيات المسلمات، ولها تأثير مُدمر على مشاركتهن في الرياضة، مما يعيق الجهود المبذولة لجعل الرياضة أكثر شمولاً وأكثر سهولة في الوصول إليها.
كما اعتبرت المنظمة أن حظر الحجاب في العديد من الألعاب الرياضية في فرنسا “أدى إلى خلق وضع لا يمكن الدفاع عنه”.
وأوضحت في هذا الصدد بالقول:”تنتهك الدولة المضيفة للألعاب الأولمبية التزامات متعددة بموجب المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان التي هي طرف فيها، فضلاً عن الالتزامات والقيم المنصوص عليها في حقوق الإنسان الخاصة باللجنة الأولمبية الدولية”.
وأشارت إلى أنه رغم المطالب المتكررة، رفضت اللجنة الأولمبية الدولية حتى الآن دعوة السلطات الرياضية في فرنسا إلى إلغاء الحظر الذي فرضته على الرياضيات اللاتي يرتدين الحجاب في الأولمبياد وعلى جميع مستويات الرياضة.
كما أكد “أمنستي” على أن “الحظر الذي فرضته فرنسا على أغطية الرأس الرياضية يتناقض مع قواعد الملابس التي وضعتها الهيئات الرياضية الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة السلة والاتحاد الدولي للكرة الطائرة”.
أمنستي: فرنسا تنفرد عن باقي الدول الأوروبية
تقول المنظمة إنها نظرت في القواعد المعمول بها في 38 دولة أوروبية، ووجدت أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي فرضت حظراً على أغطية الرأس الدينية، سواء على مستوى القوانين الوطنية أو اللوائح الرياضية.
ونقلت المنظمة الدولية عن هيلين با (لاعبة سلة) قولها، إن حظر الحجاب في الألعاب الأولمبية “يعد انتهاكاً واضحاً للميثاق والقيم والأحكام الأولمبية، وانتهاكاً لحقوقنا وحرياتنا الأساسية.. أعتقد أنها ستكون لحظة مخزية لفرنسا”.
بينما قالت امرأة أخرى تدعى “ب” للعفو الدولية “إنه أمر محزن. ومن المخزي أن نكون في هذه المرحلة من عام 2024، لنحجب الأحلام فقط بسبب قطعة قماش”.
صدمة وخوف
تؤكد العفو الدولية في تقريرها أن الحظر الذي تفرضه فرنسا “يتسبب في الذل والصدمة والخوف، وقد أدى إلى انسحاب العديد من النساء والفتيات من الألعاب الرياضية التي يحببنها أو حتى البحث عن فرص في بلدان أخرى”.
وذكرت بأن منع النساء والفتيات المسلمات من المشاركة الكاملة والحرة في الألعاب الرياضية، سواء لأغراض الترفيه أو كمهنة، يمكن أن يكون له “آثار مدمرة على جميع جوانب حياتهن، بما في ذلك صحتهن العقلية والجسدية”.
تقول “هيلين با” التي لم يُسمح لها بالمنافسة في كرة السلة منذ أكتوبر 2023 في حديثها للعفو الدولية:”الأمر صعب عقلياً أيضاً لأنك تشعر حقاً بالاستبعاد.. خاصة إذا ذهبت إلى مقاعد البدلاء وطلب منك الحكم أن تصعد إلى السلالم.. الجميع يراك.. إنها مسيرة عار”.
وكانت وزيرة الرياضة الفرنسية إميلي أوديا كاستيرا أعلنت في نهاية سبتمبر 2023، حظر اللاعبات الفرنسيات ارتداء الحجاب خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها باريس، معتبرة بأن هذا القرار يأتي في إطار “احترام مبادئ العلمانية”
وانتقدت هيئة تابعة للأمم المتحدة هذا القرار بعد أيام من إعلان الحكومة الفرنسية حينها فرض الحظر.
ورفضت متحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نهج فرنسا في حظر الحجاب قائلة “لا ينبغي لأحد أن يفرض على المرأة ما تحتاج إلى ارتدائه، أو ما لا ترتديه”.
يشار إلى أنه من المقرر أن تستضيف باريس دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في الفترة من 26 يوليو/تموز الجاري إلى 11 أغسطس/آب المقبل.