باريس تتأهب لحفل افتتاح غير مسبوق في تاريخ الأولمبياد
مرصد مينا
تتأهب العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، لحفل افتتاح تاريخي وغير مسبوق في تاريخ الأولمبياد مساء اليوم الجمعة. إذ يؤكد المنظمون أن الحفل سيكون فريد من نوعه وقد يكون الأغرب عبر تاريخ الألعاب الطويل.
وسيكون حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الأول الذي يقام خارج الملعب، حيث سيحول الاحتفال “عاصمة النور” إلى مسرح حيث سيقام العرض التقليدي للرياضيين في القوارب على طول نهر السين ، مرورا بالمعالم الباريسية الأكثر شهرة.
حفل خارج الاستاد
وعادة ما كان استاد رئيسي في المدينة المنظمة، هو الذي يحتضن الحفل وفقرة دخول الرياضيين، ولكن باريس ستستخدم نهرها الشهير هذه المرة، للحفل. ووعد المنظمون بعرض لا مثيل له.
ومن الصور المألوفة للرياضيين وهم يسيرون على طول مضمار ألعاب القوى، سيستمتع الضيوف والمشاهدون باستعراض نهري ملون في قلب باريس.
كما سيحل نهر السين، وهو الشريان المائي الرئيسي في المدينة، محل المسار التقليدي، وستتحول الأرصفة إلى منصات للمتفرجين، بينما ستوفر انعكاس شمس الغروب على المعالم الباريسية الشهيرة خلفية الحدث.
وهذا المفهوم الخارجي يجعل من “باريس 2024” أيضا أكبر حفل افتتاح من حيث الجمهور والتغطية الجغرافية، لاسيما يتوقع حضور أكثر من 300 ألف متفرج.
مسار الحفل
يعد طريق الحفل على طول نهر السين بمثابة رحلة بصرية عبر التاريخ والهندسة المعمارية الباريسية.
وسيكون جسر أوسترليتز بجوار حديقة النباتات بمثابة نقطة الانطلاق للأسطول، الذي سيواصل بعد ذلك غربا لمسافة 6 كيلومترات على طول نهر السين.
كما يمر تحت الجسور التاريخية والمعالم الشهيرة، مثل نوتردام ومتحف اللوفر أيضا. مثل بعض أماكن الألعاب، بما في ذلك القصر الكبير.
وسيصل الرياضيون، المتجمعون على متن القوارب مع فرقهم الوطنية، في نهاية المطاف قبالة تروكاديرو – الساحة المقابلة لبرج إيفل – حيث سيتم تنفيذ البروتوكولات الرسمية، وإشعال الشعلة الأولمبية، وإعلان افتتاح ألعاب باريس 2024رسميا.
وسيطفو ما يقرب من 100 قارب تحمل ما يقدر بنحو 10500 رياضي على طول نهر السين خلال العرض، كذلك ستسمح معدات الكاميرا المثبتة على الأسطح للمشاهدين برؤية الرياضيين عن قرب ومشاهدة مشاعرهم.
فقرات الحفل
وقال المنظمون إنهم سيستغلون المعالم التاريخية وكل عناصر الطبيعة أثناء الموكب “ولن يكون هناك ضفة لنهر أو جسر إلا وتملؤه الموسيقى والرقص والعروض”.
وأكدوا أن حفل الافتتاح سيتكون من 12 جزءا سيكون بعضها حول البلد المستضيف، ويشارك رياضيون وفنانون في الموكب جنبا إلى جنب.
ونقلت صحيفة “لوموند” عن توماس جولي وداميان غابرياك -وهما منظما الحفل- قولهما:”سيكون كل شيء ممزوجا، بما في ذلك البروتوكول (الخطابات وإعلان رئيس الدولة انطلاق الأولمبياد والأناشيد)”.
ومن المقرر أن يبدأ الحفل في الساعة السابعة والنصف مساءً (17:30 بتوقيت غرينتش) ويستمر لنحو أربع ساعات.
وقال المنظمون إن الحفل سيبلغ ذروته في الساعة 9:35 مساءً عندما تغرب الشمس.
وبحسب المنظمين،فإن أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة سيحضرون الحفل الذي سيتابعه ما يزيد على 300 ألف متفرج على ضفاف السين، مضيفين أن 80 شاشة ضخمة ستوضع بطول الطريق.
وأضافت اللجنة المنظمة لدورة باريس أن الحفل سيشارك فيه 10500 رياضي وأن 222 ألف شخص سيتلقون دعوات مجانية، فيما سيتعين على 104 آلاف شخص شراء التذاكر.
استنفار أمني
وفي ظل الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة واستمرار الحرب الروسية في أوكرانيا ووسط مخاوف أمنية محليا، وضعت فرنسا قوات الأمن في أعلى درجات التأهب.
وقال مسؤولون إنه لم يتم رصد تهديد إرهابي محدد لحفل الافتتاح، لكن إذا ظهرت مخاوف محددة، فإن هناك خططا بديلة إما أن يكون الحفل مقصورا على ساحة تروكاديرو قرب برج إيفل أو إقامته في إستاد فرنسا.
وبحسب المسؤولين، فإنه خلال الأشهر الماضية تبين أن الخطر المحتمل الأكبر يتمثل في المهاجمين المنفردين، مشيرين أيضا إلى جرائم صغرى محتملة واحتجاجات قد ينظمها نشطاء مدافعون عن البيئة أو اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف أو داعمو القضية الفلسطينية وغيرهم.
وستقام النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس بداية من اليوم 26 يوليو/تموز الجاري ولغاية 11 أغسطس/آب المقبل.
بينما تقام أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة في الفترة من 28 أغسطس/آب إلى 8 سبتمبر/أيلول المقبلين.