دبلوماسي بريطاني يتحدث عن تورط حكومة بلاده في جرائم حرب إسرائيلية بغزة
مرصد مينا
قال دبلوماسي بريطاني خلال إعلانه الاستقالة من وزارة الخارجية إنه يعتقد أن الوزارة “قد تكون متورطة في جرائم حرب” بسبب استمرارها في السماح ببيع الأسلحة لإسرائيل.
الدبلوماسي مارك سميث الذي يعمل سكرتيراً ثانياً بالسفارة البريطانية لدى آيرلندا، كتب في رسالة استقالة موجهة لزملائه، ونُشرت على الإنترنت، أن أعضاء في الحكومة الإسرائيلية والجيش عبَّروا علناً عن “نية لتنفيذ إبادة جماعية”.
وبحسب ما نقلت عنه صحيفة”التايمز” البريطانية اليوم الأثنين، فإنه كان “قلقاً بشدة” لأن وزارة الخارجية “تجاهلت”مخاوفه بشأن قانونية استمرار مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وقال في رسالته:”يحزنني أن أستقيل بعد مسيرة طويلة في العمل الدبلوماسي. ومع ذلك لا أستطيع أن أواصل القيام بمهامي وأنا على علم بأن الوزارة قد تكون متورطة في جرائم حرب”.
وذكر سميث أنه عمل سابقاً مسؤولاً عن تقييم تراخيص تصدير الأسلحة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي وظيفة تجعله “خبيراً” في مجال سياسات بيع الأسلحة.
كما أكد في رسالته: “نشهد كل يوم أمثلة واضحة على جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني في غزة ترتكبها إسرائيل”.
وأضاف:”إن أعضاءً كباراً في الحكومة الإسرائيلية والجيش أعربوا علناً عن نية تنفيذ إبادة جماعية، وأن جنوداً إسرائيليين يصورون أنفسهم وهم يحرقون ويدمرون وينهبون ممتلكات المدنيين بشكل متعمد، ويعترفون باغتصاب وتعذيب الأسرى علانية”.
وشدد الدبلوماسي البريطاني على أنه “لا توجد تبريرات لاستمرار بريطانيا في بيع الأسلحة لإسرائيل، ورغم ذلك فإنها مستمرة. لقد أثَرتُ الموضوع على كل المستويات في الوزارة، ولم أتلقَّ رداً سوى (شكراً، لقد سجلنا اعتراضك)”.
من جانبه، أدعى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية بالقول:”حكومتنا ملتزمة باحترام القانون الدولي. لقد قلنا بوضوح إننا لن نصدِّر أي معدات قد تُستخدم لارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني”.
وتابع وفق ما نقلت عنه صحيفة “التايمز”:”هناك عملية تقييم حول التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني من عدمه، طلبها وزير الخارجية منذ أول يوم له في منصبه”.
وكانت بريطانيا قد أصدرت منذ العام 2008، تراخيص تصدير أسلحة بقيمة تزيد على 576 مليون جنيه إسترليني لإسرائيل، وفقاً لتحليل بيانات التصدير الحكومية من قبل حملة مكافحة تجارة الأسلحة.
جدير بالذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ أكثر من 10 أشهر تسبب بمقتل أكثر من 40 ألفا، إضافة لـ 10 آلاف ضحية لازالوا تحت الأنقاض.
كما تسببت الحرب الدموية التي تشنها تل أبيب بإصابة أكثر من 92 ألفا بجروح، وسط دمار هائل وحصار خانق.
كذلك، فقد شردت الحرب غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأدت إلى تحذيرات من الخبراء بشأن انتشار المجاعة وتفشي محتمل لأمراض مثل شلل الأطفال.