الاستخارات الالمانية.. الإخوان المسلمون يسعون للقبول في المجتمع من خلال الالتزام الاجتماعي
مرصد مينا
وفقا لتقرير صادر عن مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) بولاية هيسن صدر قبل أيام حاول أنصار جماعة الإخوان المسلمين خلال الـ١٢ شهرا الماضية، الحصول على القبول في المجتمع من خلال الالتزام الاجتماعي وكذلك مد اليد بالحوار، وكل ذلك يهدف إلى جعل هذه الأيدولوجية مقبولة اجتماعيًا.
وفي ألمانيا، فإن منظمة الجالية المسلمة الألمانية (DMG)، التي ينتمي إليها العديد من جمعيات المساجد وما يسمى بالمراكز الإسلامية في جميع أنحاء البلاد، أكبر منظمة تمثل أيديولوجية جماعة الإخوان.
منظمة الجالية المسلمة الألمانية، الفرع المصري لجماعة الإخوان، وهي عضو في مجلس مسلمي أوروبا، الذي كان يُعرف سابقًا باسم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
في ولاية هيسن، كانت مثل هذه المراكز الإسلامية الفرعية موجودة في ماربورغ (مقاطعة ماربورغ-بيدنكوف) وفرانكفورت، لكن حيث ظهرت منظمة الجالية المسلمة الألمانية علنا في السنة الماضية كمدير مشروع تأسيس المسجد الجديد للمركز الإسلامي في فرانكفورت (IZF)، لتظهر لأول مرة الروابط بينها وبين المنظمات الأصغر للإخوان. وفقا للعين الإخبارية.
الأكثر من ذلك، بدأ المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ومقره فرانكفورت (EIHW)، وهو جزء من جماعة الإخوان، الفصل الدراسي الأول من برنامج التعليم الإسلامي للناطقين باللغة الألمانية مرة أخرى في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي ولاية هيسن، واصل أعضاء جماعة الإخوان استراتيجيتهم الشرعية القائمة على الحوار والتغلغل في السياسة والمجتمع.
في إطار النشاط الإخواني العام الماضي، نظمت لجنة الفتوى في ألمانيا فعاليات مختلفة، شارك فيها ممثلون عن المعهد الأوروبي للإفتاء والبحوث كمتحدثين. فعلى سبيل المثال، ألقى أحد أساتذة المعهد الأوروبي للفتوى والبحوث الإسلامية في ألمانيا محاضرة عبر الإنترنت في 5 أبريل/نيسان، وفق ما رصدته الاستخبارات الداخلية الألمانية.
وعاد التقرير إلى التحذير من خطوة أنشطة الإخوان، إذ قال إن جماعة الإخوان تحاول توسيع دائرة نفوذها من خلال المشاركة السياسية وفقًا للقوانين المعمول بها في ألمانيا، بل تهدف من خلال الأنشطة المختلفة، إلى تقويض حماية النظام الأساسي الديمقراطي الحر على المدى الطويل.
هيكل في أوروبا
ووفق التقرير، تريد الإخوان تأسيس دولة متوافقة مع تفسير الجماعة للشريعة الإسلامية، مع تقييد حقوق المرأة والأقليات الدينية، فضلاً عن فرض قيود على حرية الصحافة وحرية التعبير وحرية الدين.
وترتبط بذلك الدعوة إلى أشكال معينة من العنف مثل الجهاد المسلح. وينظر إلى الوسائل العنيفة والإرهابية على أنها مشروعة، كما تؤيد بعض الجهات الفاعلة في جماعة الإخوان عقوبات الحد (العقاب البدني)، على حد قول الاستخبارات الألمانية.
ولأول مرة، حذر تقرير الاستخبارات الألمانية من وجود هيكل واضح للإخوان في أوروبا. إذ ذكر أنه “في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا، كان لدى جماعة الإخوان شبكة متشعبة على نطاق واسع، حاول من خلالها المتعاطفون معها وأعضاؤها نشر أيديولوجية التنظيم وأهدافه”.
التقرير أشار الى إن الشبكة تضم كلا من مجلس مسلمي أوروبا، والمجلس الأوروبي للأئمة المسلمين، ومجلس الأئمة والعلماء، ولجنة الفتوى في ألمانيا.
كما وجاء في التقرير أيضا، “بما أن الجماعة لم تكن تعمل تحت اسمها، بل من خلال شبكة متشعبة واسعة من المنظمات والجمعيات، فقد كان من السهل على أنصارها في كثير من الأحيان الظهور بمظهر الشريك المحايد في السياسة والمجتمع المدني”.
وأضاف “ومن أجل التغلغل التدريجي في المجتمع، تستفيد جماعة الإخوان والمنظمات التابعة لها من البرامج التعليمية المختلفة”، قبل أن بتابع “وعلى هذه الخلفية، هناك خطر من استمرار انتشار أيديولوجية الجماعة، إذ أنها تعمل من غير أفرعها على مخاطبة المتحدثين بالألمانية”.
في العام الماضي، سعت منظمة الجالية المسلمة الألمانية، مرة أخرى، إلى تجنب الظهور علناً كقائد منظمات الإخوان في ألمانيا، وبدلاً من ذلك، تهدف المنظمة إلى إعطاء الانطباع بأن أعمالها تتماشى مع النظام الأساسي الديمقراطي الحر.
وتشرف المنظمة حاليًا على بناء مسجد كبير ومجمع للمناسبات في فرانكفورت أم ماين. لذلك يمكن الافتراض أنها تسعى إلى تعزيز وتوسيع هياكلها في ولاية هيسن، ليكون في الولاية 3 من أهم منظمات الإخوان في الأراضي الألمانية.