السودان: اتهامات للدعم السريع بارتكاب مجزرة مروعة ذهب ضحيتها 124 شخصاً
مرصد مينا
صعّدت قوات “الدعم السريع” من هجماتها ضد المدنيين في مناطق شرق ولاية الجزيرة، حيث ارتكبت مجزرة مروعة يوم الجمعة (25 أكتوبر 2024) في بلدة السريحة، أسفرت عن مقتل أكثر من 124 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين، وفقاً لهيئات حقوقية ومدنية، في ظل غياب إحصاءات رسمية.
وبحسب تقارير صحافية سودانية، فإن هذه العمليات الانتقامية يبدو أنها جاءت عقب انشقاق قائد “الدعم السريع” في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، الذي انضم إلى الجيش، مما جعل بعض الأطراف تلقي عليه اللوم بشأن تصاعد الانتهاكات ضد المواطنين في مسقط رأسه بشرق الجزيرة.
وفي تعليق له على منصة “إكس”، أشار رئيس “مجلس السيادة” والقائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى أن “كلما تمادت ميليشيا آل دقلو الإرهابية في سفك دماء المواطنين الأبرياء، ازدادت عزيمة الشعب السوداني على مقاومتهم”. كما أكد أن “انتهاك القانون الدولي الإنساني والجرائم ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب”.
وأصدرت “الخارجية” السودانية بيانًا أكدت فيه تعرض القرى والبلدات شرق الجزيرة إلى “حملات انتقامية” من ميليشيا “الجنجويد”، ووصفت هذه الأفعال بأنها ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وطالبت الحكومة المجتمع الدولي بإدانة هذه الحملات بشكل “فوري وقوي”.
وذكرت “محامو الطوارئ”، وهي هيئة حقوقية ترصد انتهاكات الحرب، أن قوات “الدعم السريع” ارتكبت مجزرة أسفرت عن مقتل 124 مدنيًا وإصابة مئات آخرين، إضافة إلى حملات اعتقال وانتهاكات واسعة.
كما أفادت بأن القوات عطلت شبكات الاتصالات والإنترنت لمنع توثيق الانتهاكات.
وتواصل قوات “الدعم السريع” استهداف المدنيين في هجمات عشوائية، مما أسفر عن تشريد أكثر من 100 ألف شخص.
في المقابل، يشتكي بعض المجتمعات من أن الجيش السوداني يحشد بعض المجتمعات المحلية بدعوى مقاومة قوات “الدعم السريع”، مما يعرض المدنيين لمزيد من المخاطر.
وتأتي المجزرة بعد أيام من معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في مدينة تمبول، والتي أسفرت عن مقتل نحو 300 من العسكريين والمدنيين.
وقد أثارت تسجيلات مصورة تُظهر اعتقال مدنيين حالة من الغضب الشديد في الأوساط السودانية.
وناشدت كيانات مجتمعية في ولاية الجزيرة قادة الجيش السوداني التدخل العاجل، فيما وعد قائد الجيش بتزويدهم بالسلاح لمواجهة “قوات الدعم السريع”.
كما أدانت القوى السياسية والمدنية بشدة الانتهاكات التي ترتكبها “قوات الدعم السريع” في شرق الجزيرة، والتي تسببت بمقتل وإصابة المئات من المواطنين.