fbpx
أخر الأخبار

“لو” كان يعلم

زاوية مينا

“لو” لم يكن حزب الله في الجنوب لاجتاحت إسرائيل الجنوب اللبناني، ولكن الـ “لو” سقطت مدويّة فهذا الجنوب بات مدمّراً، ناسه بين شهيد وجريح ومهجّر، فيما سلاح حزب الله معطّل أو شبه معطّل، سقفه المشاغلة وحقيقته ضآلة المواجهة.

“لو” كان للبنان “دولة” لسلّم الحزب سلاحه للدولة، فيما ربع قرن وحزب الله بسلاحه يخيّم على صدر لبنان مانعاً الدولة بأن تكون دولة، وقد اشتغل اغتيالاً وهيمنة وسطوة، ومن يتذكّر مرحلة “الحريرية” لاشك بوسعه تذكّر أن الحريري اشتغل على بناء الدولة بدءاً من إعمارها، فكانت النتيجة اغتياله ومع اغتياله اغتيال ارهاصات بناء الدولة.

“لو” لم يكن سلاح الحزب من طهران، لكان حزب الله “لبناني” لا إيراني، فيما القاعدة تقول “من يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه” وكان خبز الحزب من طهران، وقراره من الولي الفقيه، وقياداته العسكرية وغرفة عملياته بإدارة ” الحرس الثوري”.

واليوم ما من دولة، وكانت “اللادولة” هي الرافعة الجديّة لدولة حزب الله الذي يُقرر الحرب، ويُقرر السلم، ويلغي البرلمان، ويقزّم الوزارة، ويحول دون رئيس محترم، لحساب رئيس ما من شغل له سوى حماية ظهره، فيما ظهره مدار بالكامل للبناني استقواء وتجاهلاً، بل وفتكاً بموقع الرئاسة وقد حوّل “الجنرال” إلى “شخشيخة”، وصهر الجنرال إلى جابي فساد، فكانت “اللادولة” قد امتدت لتأكل إمكانية إطلاق الدولة، ومع كل “لو” ثمة من يهرب من وقائع الخراب، إلى التلويح باحتمالات الخراب، وهذه هي النتيجة.

آلاف القتلى وآلاف الجرحى وبيوت مهدمة وبشر تقطّعت بهم السبل، وما زال نعيم القاسم يُكابر، ومازالت منابره “تتبهور”، ومازال يجثو على ركبتيه من أجل إعمال القرار 1701 وهو القرار الذي كان بالوسع الاشتغال عليه منذ 2006 دون المرور بكل هذا الجحيم، ودون استقبال كل هذه الخسائر، ومن دون تعطيل البلد بموارده وناسه ربع قرن، وكلّه من أجل أن يرفع الأمين العام الراحل سبابته بوجه اللبنانيين مهدداً متوعداً، وبالنتيجة ليقولها:
ـ ماكنت اعلم.

ما كان يعلم ما ستترتب عليه حرب تموز 2006، ومازال لا يعلم ما ستترتب عليه مغامرته في:
ـ إسناد غزة.
والنتيجة؟
ما نال عنب الشام ولا بلح العراق.. لم يساند غزة ولم يبق على لبنان، بل:
ـ لم يبق على حياته ورفاق دربه.
“و”.. لو كان يعلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى