معركة “ردع العدوان”: فصائل المعارضة السورية تتقدم بسرعة وتصل إلى مشارف حلب
مرصد مينا
تقدمت فصائل المعارضة السورية المسلحة بشكل سريع في شمال غرب سوريا، حيث تمكنت من السيطرة على العديد من القرى والبلدات في ريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري.
جاء ذلك في اليوم الثاني من عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل مدعومة من تركيا.
وقال مصدر عسكري وناشطون لوكالة “رويترز” إن قوات المعارضة أصبحت على بعد 5 كيلومترات فقط من مشارف مدينة حلب، كما اقتربت من مناطق أخرى كانت تحت سيطرة النظام مثل بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين.
كما شنّت هذه الفصائل هجوماً على مطار النيرب العسكري شرقي حلب، الذي يتمركز فيه مقاتلون تابعون للمليشيات الموالية لإيران.
وفي بيان لها، أعلنت “إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان”، التي تضم تحالفاً من فصائل مسلحة، أن قوات المعارضة قد تمكنت من السيطرة على “الفوج 46″، الذي يعد من أكبر المواقع العسكرية لقوات النظام غرب حلب.
أضاف البيان أن قوات المعارضة استولت على 17 قرية وبلدة في المنطقة الغربية من حلب، من بينها قبتان الجبل وعينجارة وأورم الصغرى والشيخ عقيل وكفربسين.
كما أكدت الإدارة أنها تمكنت من الاستيلاء على العديد من الآليات العسكرية والذخائر والأسلحة الثقيلة، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام والمجموعات الموالية له.
وقال مصدر عسكري لرويترز إن المقاتلين المعارضين أصبحوا الآن على بعد مسافة قصيرة من مدينة حلب، حيث تبعد قواتهم عن مشارف المدينة حوالي 5 كيلومترات.
الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة هو الأول من نوعه منذ مارس 2020، عندما تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا، التي تدعم النظام السوري، وتركيا، التي تدعم الفصائل المعارضة، مما أدى إلى توقف المواجهات العسكرية في آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا.
ويشارك في الهجوم مقاتلون من “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا) وفصائل أخرى من “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، كما تحدثت مصادر إعلامية سورية عن مقتل ما يصل إلى 100 عنصر من كلا الطرفين في الاشتباكات المستمرة.
وفي الوقت نفسه، شنّت طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري غارات جوية على مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب، كذلك تعرضت هذه المناطق لقصف بصواريخ أرض-أرض.
وقال مصدر عسكري إن جيش النظام السوري قصف مناطق قرب مدينة إدلب، إضافة إلى مدينتي أريحا وسرمدا وبعض المناطق في جنوب محافظة إدلب.
وذكرت مصادر محلية أن مئات العائلات فرّت من المناطق المستهدفة إلى مناطق أكثر أماناً على طول الحدود التركية نتيجة تصاعد القصف.
وكانت فصائل المعارضة أعلنت الأربعاء عن بدء “معركة ردع العدوان”، مشيرة إلى أن هدف العملية هو توجيه “ضربة استباقية” لقوات النظام والمليشيات الموالية له، في ظل الحشود العسكرية الأخيرة التي تم رصدها في مناطق عدة من ريف حلب الغربي.