fbpx
أخر الأخبار

وسط تزايد عزلة النظام.. المعارضة السورية تقترب من حمص وعينها على دمشق

مرصد مينا

تتساقط المدن السورية بيد المعارضة تباعاً وسط انهيار قوات النظام السوري، حيث حققت فصائل المعارضة منذ بداية إطلاق معركتها في الـ 27 نوفمبر الماضي، مكاسب ميدانية واسعة بعدما تمكنت من السيطرة على عشرات البلدات في إدلب، ومدينة حلب، وحماة، وتواصل تقدمها باتجاه مدينة حمص الاستراتيجية التي باتت أمام مرمى مدافع المعارضة.

وفي حال سيطرت المعارضة على حمص، ستنحصر سيطرة النظام السوري بالمناطق الاستراتيجية في العاصمة دمشق ومنطقة الساحل المطلة على البحر المتوسط.

حمص، التي تعدّ ثالث أكبر المدن السورية، تعتبر حلقة وصل رئيسية بين شمال البلاد وجنوبها، وفقدانها يعني شل حركة قوات النظام بشكل كبير.

بالتزامن مع التحركات في الشمال والوسط، نجحت فصائل معارضة مسلحة في محافظة درعا جنوب سوريا بالسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

درعا، التي تُعرف بأنها مهد الاحتجاجات ضد نظام الأسد في ربيع 2011، أخلت قوات النظام العديد من مدن وبلدات المحافظة، فضلاً عن 12 موقعاً عسكرياً سقطت بيد المعارضة بعد هجوم نفذته فصائل محلية.

أما في شرق البلاد، فقد سيطر “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد) الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة على مدينة دير الزور ومعبرها الحدودي مع العراق، بعد انسحاب قوات النظام من المنطقة، ليتقلص بذلك نفوذ النظام إلى العاصمة دمشق واللاذقية وطرطوس، وأجزاء من محافظات حمص ودرعا و السويداء.

وقبل تصاعد هجمات المعارضة، كان النظام السوري يسيطر على حوالي 63% من مساحة البلاد، لكن خسائره الأخيرة خفضت هذا الرقم إلى نحو 40%، مع تحذيرات من تدهور أكبر في حال استمرار تقدم المعارضة.

حمص: مفتاح دمشق والساحل

حمص، التي تحتضن منشآت عسكرية مهمة مثل مجمع الكليات العسكرية وقيادة المنطقة الوسطى، تُعتبر مركزاً استراتيجياً هاماً.

يقول الباحث السوري نوار شعبان يصفها بأنها “نقطة التجمع الوحيدة للنظام في وسط سوريا”. سقوطها سيؤدي إلى قطع العاصمة دمشق عن الساحل السوري، مما يهدد الوجود العسكري الروسي وقواعده في طرطوس.

إلى جانب ذلك، تُعتبر حمص منطقة حساسة طائفياً، حيث تضم غالبية سنية مع وجود أقلية علوية ومسيحية.

ويرى محللون أن أي تغيير في ديناميكيات السيطرة على المدينة قد يغير موازين الصراع المستمر منذ سنوات.

النظام في مواجهة عزلة متزايدة

ومع انحسار مناطق سيطرته، يواجه النظام السوري ضغوطاً هائلة في تأمين العاصمة والمحافظة على تماسك قواته.

ورغم جهود إيران لمنع انهيار إضافي، فإن المعارضة تبدو قريبة من تحقيق مكاسب تقلب موازين الصراع بشكل جذري.

أما روسيا الحليف الأبرز للنظام منذ بداية الانتفاضة السورية في ربيع 2011 بدت وكأنها قد رفعت يدها عن النظام، حيث أفادت مصادر روسية من الكرملين لوكالة رويترز أن موسكو أبلغت رئيس النظام “بشار الأسد” بأن أي تدخل عسكري لها سيكون محدودًا، مشيرة إلى أن لديها أولويات أخرى في الوقت الراهن.

وأدى انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية إلى تراجع حضورها بشكل ملحوظ في المشهد السوري، ما أثر على دورها الداعم في التطورات الأخيرة.

وكانت روسيا قد تدخلت عسكرياً لصالح نظام ” بشار الأسد” عام 2015، ونجحت في استعادة سيطرة جيش النظام على العديد من المناطق التي كانت قد خسرتها، لكن الوضع الحالي يشير إلى سرعة تراجع تلك المكاسب التي تحققت سابقاً.

في النهاية، تتجه الأنظار الآن إلى التطورات في حمص، حيث يُتوقع أن تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الأحداث في سوريا.

ومع استمرار تقدم المعارضة يتوقع أن تواجه قوات الأسد صعوبة في الدفاع عن العاصمة دمشق، مما قد يهدد بسقوط النظام، بعد 14 عاماً من الانتفاضة الشعبية ضده، وما تبعها من تشعبات وصراعات معقدة، بالإضافة إلى المجازر والتهجير الواسع الذي شهده الشعب السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى