تحذيرات أممية: ملايين اليمنيين يواجهون خطر المجاعة
مرصد مينا
كشف تقرير حديث صادر عن برنامج الأغذية العالمي عن تدهور غير مسبوق في الوضع الغذائي للنازحين داخل اليمن، حيث يعاني 70% منهم من عدم القدرة على تأمين الحد الأدنى من الغذاء.
كما ارتفعت نسبة استهلاك الغذاء الرديء إلى 38% بنهاية عام 2024، مما يعكس عمق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
تصاعد الحرمان الغذائي
وأوضح التقرير أن 42% من النازحين داخلياً يواجهون حرماناً شديداً من الغذاء، مع تفاوت واضح بين من يعيشون في المخيمات (49%) ومن يستضيفهم المجتمع المحلي (39%).
وفي المجمل، فإن 64% من الأسر اليمنية لم تتمكن من تلبية احتياجاتها الغذائية خلال ديسمبر 2024، مع تفاقم الوضع في مناطق الحكومة بنسبة 67% مقارنة بمناطق سيطرة الحوثيين (63%).
أسباب التدهور الغذائي
حدد التقرير عدة عوامل رئيسية لهذه الأزمة، أبرزها:
الاضطرابات الاقتصادية والتضخم الحاد، حيث انخفضت قيمة الريال اليمني بنسبة 26% خلال عام 2024.
فجوات المساعدات الإنسانية، خاصة بعد تعليق المساعدات الغذائية في العديد من مناطق سيطرة الحوثيين.
تصاعد النزاع المسلح في محافظات مثل تعز، الضالع، وأبين، مما زاد من انعدام الأمن الغذائي.
استراتيجيات التكيف القاسية
لمواجهة نقص الغذاء، لجأت 52% من الأسر في مناطق الحوثيين و44% في مناطق الحكومة إلى استراتيجيات تكيف قاسية، مثل:
-تقليل أحجام الوجبات (72% من الأسر).
-استهلاك أطعمة أقل تفضيلاً (66%).
-اللجوء إلى التسوّل أو بيع الممتلكات لتأمين الغذاء.
محاولات للإنقاذ وسط أزمة ممتدة
استجابةً لهذا الوضع، وسّع برنامج الأغذية العالمي نطاق مساعداته الطارئة في مناطق الحوثيين، مضاعفاً عدد المستفيدين من 1.4 مليون إلى 2.8 مليون شخص.
كما استأنف توزيع المساعدات الغذائية في تلك المناطق، مما ساهم في تحسين مستويات استهلاك الغذاء هناك.
أما في مناطق الحكومة، فقد أدى ارتفاع تكلفة الغذاء بنسبة 21% خلال عام 2024، إلى زيادة الضغوط المعيشية على السكان، في ظل استمرار ضعف القوة الشرائية.
تحذيرات دولية
حذرت تقارير أممية من أن 3.3 مليون يمني معرضون لخطر التدهور إلى مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي، خاصة مع تأثيرات الجفاف وتراجع قيمة العملة المحلية.
كما توقعت شبكة الإنذار المبكر من المجاعة أن تستمر معاناة ملايين اليمنيين من نقص الغذاء حتى مايو 2025، في ظل استمرار تداعيات النزاع المسلح على الاقتصاد وسلاسل الإمداد.
هل هناك أمل؟
بينما تستمر الأزمة في التفاقم، يظل الأمل معلقاً على تكثيف الجهود الإغاثية، واستئناف المساعدات الغذائية، والتوصل إلى حلول تضمن الاستقرار الاقتصادي وتحسين الأمن الغذائي في اليمن.
ولكن، ما لم تتحقق استجابات دولية فاعلة، فإن خطر المجاعة يظل قائم\ًا، مهدداً حياة ملايين اليمنيين.