ترامب “يرفض” دونالد “يقبل”

نبيل الملحم
هذا الرجل واسمه الكامل دونالد جون ترامب، هو الرجل الذي يمكن الإضافة على اسمه الكثير من الصفات، أبرزها صفة :
ـ يرفض.
فهو:
ـ يرفض قرارات الرؤوساء الأمريكان السابقون عليه.
ـ يرفض القانون الأمريكي العام.
ـ يرفض مبادئ الدستور الأمريكي.
ـ يرفض أفكار الآباء المؤسسين.
ـ يرفض التزامه بالعلاقات الثنائية الدولية بما فيها الاتفاقيات التي وقعها هو.
ـ يرفض علاقته بالحلف الأطلسي.
ـ يرفض علاقته بالسبعة الكبار التي هو عضو فيها.
ـ يرفض علاقته بالدول العشرين، بما فيها باناما، ايران، الصين، مع تخليه عن دعم أوكرانيا.
ـ يرفض مبدأ ويلسون المتضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ـ يهدر اليوم اتفاقيات السلام مع مصر والأردن وكذا مع السلطة الفلسطينية وما حملته اتفاقيات أوسلو.
هو رجل يرفض، تلك صفته، أما ما يشتغل عليه ويقبل به، فهو حتماً ما سيرفضة الآخرون، وتحديداً في مساعيه للاستيلاء على غزة ليحوّلها إلى شواطئ للغزاة، ما بعد ترحيل سكّانها أو إبادتهم (لافرق).
هو يرفض لـ “يفرض” كل ما لا بوسع الآخرين قبوله، فلا الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقدوره الإذعان لشروط دونالد ترامب في منح سينا لمقتلعين غزاويين من أرضهم، ولا بوسع الملك عبد الثاني القبول بمنح شرقي النهر ليكون الوطن البديل للفلسطينيين، ولا هذا ولا ذاك سينجوان من السقوط في حال استجابا لضغوط ترامب، فالشارع المصري سيتحول إلى جحيم للسيسي فيما لو أذعن، ومملكة الملك ستغدو نهباً لقنابل المولوتوف والأصوات والقبضات الغاضبة إن أذعن، وبذلك فدونالد ترامب يزرع خيارات بمواجهة مصر والأردن أهونها بالغ المرارة:
ـ إذا ما رفضا مشروعه في اقتلاع الغزاويين لابد سيعاقبهم، بدءاً بقطع المعونات، وقد لا يتوقف عند ذلك، فالاستخبارات الأمريكية طالما أطاحت بأنظمة وطاردت حكّاماً.
ـ وإذا قبلا بما يرضى ستأكلهما شعوبهما.
والخلاصة:
ـ إما أن يأكلهما دونالد ترامب، وإما سيتحولان إلى مأدبة لشعوبهما، وهي الخلاصة الأشد مرارة ربما على الرئيس كما على الملك، وهي المرارة التي لم يسبق أن تعرضا لها.
كل ما يحدث اليوم لتلافي الكارثة، هو أن يضعا مصيرهما في أيدي ولي العهد السعودي الذي قد يعدّل في الصيغة، ويلتحق بالمعاهدات الابراهيمية لتكون بمثابة:
ـ التعويض عن غزة.
وبعدها:
ـ قد يرضى دونالد، وقد يرفض ترامب.
ياللعالم المحكوم بمطوّر عقاري، جلّ ما يملكه رقصة السيف بعد أن زرع النووي في أنوف العالم ومحاجره.