أخر الأخبار

مدينة الفاشر السودانية: بين القصف والجوع والنزوح… معاناة لا تنتهي

مرصد مينا

تحولت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، إلى ساحة قتال ومأساة إنسانية متواصلة مع تزايد المعارك المدمرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.

فبين القصف المدفعي والغارات الجوية، يواجه سكان المدينة والمخيمات المحيطة بها واقعاً مريراً من الجوع والمرض والموت الذي يلاحقهم سواء بقوا في مدينتهم أو قرروا النزوح.

المدينة التي كانت تحت حصار مشدد منذ أكثر من عام ونصف، شهدت مؤخراً تدهوراً شديداً في الوضع الإنساني مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وتوقف الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى شح الأدوية المنقذة للحياة.

ومع تزايد المخاطر، بما في ذلك الهجمات الجوية، انحسرت الخيارات أمام السكان الذين أصبحوا بين سندان الموت وجوع الأجساد، ومطرقة النزوح إلى المجهول.

القصف العشوائي من قبل قوات “الدعم السريع” مستمر، بما في ذلك الهجمات على مخيمات النازحين مثل مخيم زمزم، الذي أصبح هدفاً لهجمات متواصلة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، كثرت الدعوات لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين، وهو ما قوبل بالرفض من قبل القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، التي تمنع المواطنين من مغادرة المدينة.

بينما تؤكد قوات “الدعم السريع” استعدادها لتأمين عمليات النزوح، تواصل قوات الجيش والحركات المسلحة التابعة له منع المدنيين من المغادرة، مبررة ذلك بحماية “الأرض والعرض”.

هذا الوضع يثير العديد من الانتقادات والمقارنات بين ما يحدث في الفاشر والمناطق الأخرى مثل الخرطوم، حيث سمح للمدنيين بالنزوح بحرية.

وتعيش المدينة حالة من انعدام الأمن الغذائي، وسط زيادة حادة في الأسعار وانعدام الرعاية الصحية، ما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف شبه مستحيلة.

بينما تستمر المعارك العسكرية، تصبح حياة المدنيين أكثر تهديداً، مع تصاعد الدعوات الإنسانية لفتح ممرات آمنة وتوفير مساعدات عاجلة.

النازح آدم عبد الله آدم أكد أنهم تعرضوا للتهجير القسري، مشيراً إلى أن قوات “الدعم السريع” طلبت منهم مغادرة معسكر زمزم دون أن يسميهم، وقال: “هؤلاء نقلونا إلى منطقة طويلة”.

وأضافت النازحة أماني الطيب إبراهيم من الفاشر، أنهم اضطروا للهروب خوفاً من القصف العشوائي الذي تنفذه قوات “الدعم السريع”، بالإضافة إلى معاناتهم من الجوع وفقدان الغذاء والدواء.

وأوضحت: “سعر رطل السكر وصل إلى 8 آلاف جنيه (حوالي 3 دولارات)، والملح 7 آلاف، وقطعة الصابون 5 آلاف، ونحن بلا دخل ولديّ أطفال بحاجة إلى رعاية وغذاء”.

نازحة أخرى، رفضت ذكر اسمها، قالت إنهم نزحوا هرباً من القصف العشوائي وندرة الطعام والعلاج، مضيفة: “نحن الآن بحاجة للطعام والماء ومواد الإيواء”.

فيما طالب نشطاء سياسيون بفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من الفاشر، معتبرين منعهم من الخروج أو إجبارهم على النزوح “جريمة ضد الإنسانية”.

كما أشاروا إلى أن المدنيين في الخرطوم والمناطق الأخرى سمح لهم بالنزوح من دون مطالبات للدفاع عن الأرض أو العرض، مما اعتبروه “معايير مزدوجة”.

وانتقد الناشط السياسي د. عزام عبد الله هذا التناقض، حيث أشار إلى أن “فتح ممرات آمنة للمواطنين هو حق مشروع”، مؤكداً أن الحرب في الخرطوم شهدت نزوح ثلاثة أرباع السكان بسبب الصراع، مشيراً إلى نفس الوضع في مدينة ود مدني، حيث تم السماح للمدنيين بالنزوح بينما يتم منعهم في الفاشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى