الأمن السوري يعتقل متورطاً في جرائم قتل و تعذيب في “فرع 215” بدمشق
مرصد مينا
ألقت قوى الأمن السورية، أمس الأربعاء، القبض على تيسير عثمان، المعروف بلقب “أبو محمد”، أحد أبرز قيادات جهاز الأمن العسكري التابع للنظام السوري المخلوع، وذلك بعد عملية أمنية نُفذت في حي المزة بالعاصمة دمشق.
وذكرت وسائل إعلام محلية، إلى جانب منشورات متداولة على منصة “إكس”، أن عثمان كان يشغل موقع “رئيس الدراسات” في سرية المداهمة التابعة لـ”فرع 215″، وهو الفرع الذي يُعد من أسوأ مراكز الاعتقال سمعة في البلاد، نظراً لتورطه في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت تعذيب معتقلين وسرقة ممتلكات مدنيين خلال عمليات مداهمة أمنية.
ووفقاً للمصادر، فقد تم تنفيذ عملية الاعتقال من قبل إدارة الأمن العام السوري، حيث جرى مداهمة موقع اختباء عثمان وتوقيفه دون مقاومة، قبل أن يُحوّل إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات القانونية بحقه.
وشهدت عدة مناطق سورية تظاهرات احتفالية خاصة في منطقة المزة عقب الإعلان عن توقيف المتهم عثمان، حيث اعتبره كثيرون من رموز القمع الأمني خلال الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد .
وتداول نشطاء مقاطع مصوّرة تُظهر فرحة الأهالي في المزة بخبر توقيفه، مؤكدين أن اعتقاله يمثّل بارقة أمل في طريق المحاسبة والعدالة.
وفي مقطع فيديو نُشر على “إكس”، ظهر إعلامي سوري من داخل أحد مراكز التوقيف إلى جانب عثمان، الذي بدا وجهه متورماً، متحدّثاً عن الجرائم المنسوبة إليه، لا سيما ما ارتُكب في “فرع 215″، حيث أُكد أن عدداً من صور الضحايا التي سرّبها المصوّر الشهير بلقب “قيصر” تعود لسجناء في هذا الفرع، ومنهم من اقتُلعت أعينهم تحت التعذيب.
وكان “قيصر” -وهو الاسم الحركي لعسكري سوري انشق عن النظام- قد سرب آلاف الصور لجثث معتقلين قضوا تحت التعذيب في السجون السورية، وقد شكّلت هذه الصور أساساً لقانون “قيصر” الأميركي الذي فُرض عام 2020 وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري.
ويُعد فرع “215”، الواقع في منطقة كفرسوسة بدمشق، من أبرز معتقلات النظام المخلوع الأمنية المعروفة بظروفها اللاإنسانية، وبتقارير حقوقية عديدة وثّقت وفاة مئات المعتقلين داخله نتيجة التعذيب وسوء المعاملة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس، عن القبض على شخص آخر متورط في ارتكاب جرائم ضد المدنيين.
وأفادت الوزارة عبر منشور نشرته على صفحتها الرسمية في موقع “فيسبوك” أنه تم إلقاء القبض على المدعو عروة سليمان، بعد كمين محكم نفذته مديرية أمن اللاذقية.
وأضافت الوزارة أن سليمان متورط في جرائم قتل خلال مشاركته مع مجموعته في الحملة العسكرية على الشمال المحرر عام 2019، حيث ارتكب العديد من الجرائم بحق المدنيين.
ما أشارت إلى تورطه في الهجوم الذي شنته فلول النظام على نقاط الجيش والأمن في شهر مارس الماضي
