رايتس ووتش: إسرائيل تستخدم حصار غزة للإبادة الجماعية.. وأكثر من 100 قتيل منذ فجر الخميس

مرصد مينا
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير صدر اليوم الخميس، إسرائيل باستخدام الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة كـ”أداة للإبادة”، في ظل استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية وتصاعد العمليات العسكرية منذ مطلع مارس الماضي.
وقال المدير التنفيذي المؤقت للمنظمة، فيديريكو بوريلو، إن “الحصار الإسرائيلي تجاوز كونه إجراءً عسكرياً ليصبح أداةً للإبادة الجماعية”، في إشارة إلى القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول الغذاء والماء والدواء والوقود إلى القطاع المحاصر.
وتؤكد المنظمة الدولية الحقوقية، أن إسرائيل منعت بشكل كامل دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس 2025، بينما استأنفت عملياتها العسكرية في 18 من الشهر ذاته، ما أسفر عن مقتل نحو 2876 شخصاً حتى الآن، بحسب إحصاءات فلسطينية.
ورغم تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية من مجاعة تلوح في الأفق وانهيار تام للمنظومة الصحية والخدمية، تنفي السلطات الإسرائيلية وجود أزمة إنسانية في القطاع.
وكان المجلس الأمني الإسرائيلي وافق مطلع مايو الجاري على خطة تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع، بما يشمل نقل عدد كبير من السكان داخله، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
وتهدف الخطة، وفق المجلس، إلى القضاء على حركة “حماس”، وتوجيه “ضربات قوية” إليها، واستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، دون توضيح طبيعة هذه العمليات أو تداعياتها على المدنيين.
وفي هذا السياق، اعتبرت هيومن رايتس ووتش أن الخطة الإسرائيلية “لهدم ما تبقى من البنية التحتية المدنية في غزة، وحصر السكان الفلسطينيين في مساحة جغرافية أصغر، تمثل تصعيداً خطيراً في سلسلة الجرائم المستمرة التي ترقى إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية”.
المنظمات الدولية بدورها تواصل دق ناقوس الخطر. فقد أصدرت الأمم المتحدة تحذيرات متكررة بشأن التدهور الحاد في توفر المواد الأساسية، لا سيما الغذاء والماء والدواء والوقود، معتبرة أن القطاع يواجه انهياراً كاملاً في القدرة على البقاء.
وفي هذا الإطار، حذر بوريلو من “خطط حشر مليوني فلسطيني في رقعة ضيقة من الأرض، وترك باقي المناطق غير صالحة للسكن”، مشدداً على أن هذه السياسات تهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
وتُظهر التقديرات الأممية أن نحو 70% من مساحة قطاع غزة باتت مناطق محظورة أو مهددة بالإخلاء، ما يجعل السكان في مواجهة مستمرة مع النزوح القسري وفقدان المأوى.
في الأثناء، أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل أكثر من 100 شخص منذ فجر اليوم الخميس، جراء غارات إسرائيلية متفرقة.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، “انتشال 13 شهيداً من تحت أنقاض منزل عائلة سمور، الذي قصفته طائرات الاحتلال فجر اليوم في شارع الفحم شرق مدينة خان يونس” جنوب القطاع.
وأشار إلى انتشال “خمسة شهداء” من جباليا شمالًا، إضافة إلى مقتل 6 آخرين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس. كما سقط “خمسة شهداء” في بلدة القرارة شمال خان يونس.
ووفقاً لشهود عيان، تم نقل القتلى والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي، الذي يعاني من اكتظاظ شديد بالجرحى وجثامين الشهداء، في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية التي يعاني منها المجمع وما تبقى من مستشفيات القطاع.
وأضاف شهود العيان أن فلسطينيين قُتلوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس.
هذه التطورات تعكس وضعاً إنسانياً مأساوياً في قطاع غزة، وتطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام المجتمع الدولي بمنع استمرار الجرائم الممنهجة ضد المدنيين، وسط دعوات متصاعدة لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.