أخر الأخبار

طرابلس تشتعل لليوم الثالث.. احتجاجات ضد الدبيبة وسط تصاعد الغضب الشعبي

مرصد مينا

تشهد العاصمة الليبية طرابلس، ولليوم الثالث على التوالي، موجة من التظاهرات الغاضبة ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وسط تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في المدينة.

وأفادت تقارير محلية، اليوم الأحد، أن المحتجين عمدوا إلى إغلاق عدد من الطرق الرئيسية في المدينة، مستخدمين إطارات مشتعلة لعرقلة حركة المرور.

وشملت عمليات الإغلاق مناطق متفرقة، أبرزها جنزور في غرب العاصمة، وطريق الشط القريب من وسط المدينة، والطريق الساحلي الحيوي.

جاءت هذه التحركات الشعبية بعد ساعات من خطاب ألقاه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وصف فيه جزءاً كبيراً من الاحتجاجات بأنها “مدفوعة الثمن ومدسوسة”، في إشارة إلى ما اعتبره محاولات للتأثير على استقرار حكومته عبر أدوات غير وطنية، وفق تعبيره.

تأتي هذه التطورات في أعقاب يومين من التجمّعات الجماهيرية في ميدان الشهداء بوسط طرابلس، وذلك على وقع ثلاثة أيام من العنف الدموي الذي شهدته المدينة في الأسبوع الجاري.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت ليل الإثنين الماضي عقب مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، وهو قائد “جهاز دعم الاستقرار” التابع للمجلس الرئاسي، والمتمركز في حي أبو سليم الكثيف بالسكان.

ولقي الككلي حتفه خلال عملية عسكرية نفذها “اللواء 444” التابع لوزارة الدفاع، استهدفت الجهاز الأمني الذي يُعد من أبرز التشكيلات المسلحة في طرابلس منذ عام 2011.

ويخضع “جهاز دعم الاستقرار” للمجلس الرئاسي، وهو الهيئة التي تولت السلطة عام 2021 إلى جانب حكومة الوحدة الوطنية بزعامة الدبيبة، في إطار عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من الجهود الرسمية لتفكيك التشكيلات المسلحة، إلا أن هذه الكيانات لا تزال تسيطر على مناطق نفوذ واسعة وتتمتع بتأثير ميداني قوي.

وتحولت الاشتباكات إلى مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية، وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، وفقاً لما أعلنته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، تعاني ليبيا من انقسامات عميقة وصراعات مسلحة متكررة، تُدار البلاد على إثرها من قبل حكومتين متنافستين: إحداهما مقرها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي يقودها أسامة حماد وتحظى بدعم البرلمان والجيش بقيادة خليفة حفتر.

ورغم الهدوء النسبي الذي ساد العاصمة منذ يونيو 2019، إلا أن طرابلس لا تزال تشهد بين الحين والآخر مواجهات مسلحة بين الفصائل المتنازعة على مناطق النفوذ والمواقع الاستراتيجية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى