نتنياهو يلوّح باغتيال خامنئي.. ضربة قد تغيّر وجه الشرق الأوسط

مرصد مينا
في تطور لافت يعكس تصعيداً خطيراً في المواجهة بين إسرائيل وإيران، لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتمال استهداف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، معتبراً أن مثل هذه الخطوة قد تُسرّع من إنهاء الحرب الدائرة وتُحدث تحولاً جذرياً في مستقبل المنطقة.
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة “ABC” الأميركية، أكد فيها نتنياهو أن إيران تشكّل “العقبة الأساسية أمام قيام شرق أوسط مختلف سياسياً واقتصادياً”، داعياً الدول الديمقراطية إلى دعم العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية ضد طهران.
وأشار نتنياهو إلى أن “فرصة تنفيذ عملية الاغتيال كانت متاحة في نهاية الأسبوع، لكنها لم تُستغل”، في تلميح فهمه مراقبون على أنه رسالة ضمنية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستوى التعاون والتنسيق بين الطرفين.
استمرار الضربات والردود
في هذه الأثناء، تتواصل الغارات الجوية والصاروخية المتبادلة بين الجانبين، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مركز اتصالات يقع قرب مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قال إنه يُستخدم لأغراض عسكرية.
ورغم تضرر المبنى جزئياً، استأنف التلفزيون الإيراني بثّه من موقع بديل.
من جهتها، نقلت وكالات دولية بينها “رويترز” و”وول ستريت جورنال” عن مصادر إيرانية أن طهران طلبت وساطة من أطراف دولية لوقف إطلاق النار، مقابل إبداء مرونة في ملفها النووي، فيما نفت مصادر إسرائيلية تلقي أي رسائل رسمية في هذا الشأن.
وفي واشنطن، أفاد تقارير صحافية بأن الرئيس الأميركي رفض التوقيع على البيان الختامي لقمة مجموعة السبع بسبب تضمّنه دعوة لخفض التصعيد مع إيران، ما اعتُبر مؤشراً على دعم أميركي ضمني لمواصلة الضغط العسكري الإسرائيلي على طهران.
تحليل ومواقف متباينة
الخبير في الشؤون الاستراتيجية، مهند العزاوي، رأى أن حديث نتنياهو عن استهداف خامنئي “يتماشى مع العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي ترى في ضرب مراكز القيادة طريقاً مختصراً لإنهاء الحروب”.
لكنه حذر من تداعيات إقليمية كبرى قد تترتب على مثل هذا التحرك، مشيراً إلى أن “استمرار الهجمات داخل العمق الإيراني قد يدفع طهران إلى خطوات أكثر خطورة، أو حتى انخراط مباشر للولايات المتحدة في الصراع”.
من طهران، قال أستاذ العلوم السياسية حسين رويوران إن تصريحات نتنياهو “استعراضية ولا تستند إلى واقع ميداني”، مؤكداً أن “إيران استعادت توازنها العسكري خلال ساعات قليلة بعد بدء الهجمات، وتمكنت من إسقاط طائرات إسرائيلية مسيّرة، بينما يتواصل الرد الصاروخي الإيراني”.
وأشار رويوران إلى أن بلاده ترفض الدخول في مفاوضات تحت الضغط العسكري، لكنها لا تمانع وساطات دولية مشروطة، خصوصاً من قبل روسيا أو الصين، إذا توفرت الضمانات المناسبة.
تحركات وتحذيرات
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الولايات المتحدة تستطيع وقف الحرب “بمكالمة هاتفية واحدة”، لكنه اتهم إسرائيل بمحاولة تعطيل اتفاق نووي كان قريباً من التوقيع، عبر التصعيد العسكري الحالي.
كما أبدى محللون قلقاً متزايداً من خروج الأمور عن السيطرة، خاصة في ظل التقارير عن تحريك حاملة طائرات أميركية وطائرات للتزود بالوقود إلى شرق البحر المتوسط، ما يزيد من احتمالية مشاركة أميركية مباشرة في النزاع.
وبينما لا تزال نافذة التهدئة مفتوحة لكنها تضيق سريعاً، تتباين التقديرات حول أهداف إسرائيل، بين من يراها تسعى لجرّ إيران إلى تفاوض بشروط أكثر صرامة، ومن يعتقد أنها تتجه نحو محاولة تقويض النظام الإيراني نفسه عبر التصعيد المستمر.