أخر الأخبار

خلال أسبوعين.. دمشق تعتقل 4 من كبار رؤساء الأجهزة الأمنية في نظام الأسد

مرصد مينا

في ظل تصاعد مطالب ذوي ضحايا النظام السوري المخلوع بتفعيل مسار العدالة الانتقالية ووضع حدّ لعمليات القتل الانتقامي، كثّفت السلطات الأمنية السورية الجديدة عملياتها خلال الأسبوعين الأخيرين، وأعلنت تنفيذ سلسلة اعتقالات طالت عشرات المتهمين بارتكاب جرائم حرب، من بينهم قيادات أمنية وعسكرية بارزة في النظام البائد.

وشملت الحملة اعتقال سبعة مسؤولين كبار على الأقل، بينهم أربعة ضباط برتبة عميد، وثلاثة رؤساء أفرع أمنية، بالإضافة إلى ضابط طيار متهم بقصف الغوطتين الشرقية والغربية، وضابط برتبة لواء كان قائداً لفرقة عسكرية اشتهر أحد حواجزها على طريق حمص – دمشق باسم “حاجز الموت”.

أبرز المعتقلين كان العميد رياض حمدو الشحادة، رئيس فرع الأمن السياسي في دمشق، الذي أُلقي القبض عليه في عملية أمنية دقيقة نُفّذت بمنطقة تلكلخ بريف حمص.

الشحادة متهم بالإشراف على عمليات تصفية طالت مئات المدنيين، من بينهم نساء، وبتنفيذ اعتقالات تعسفية على نطاق واسع، في عدة محافظات سورية.

وقبل أيام من ذلك، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية القبض على العميد رامي منير إسماعيل، رئيس فرع المخابرات الجوية في اللاذقية وطرطوس، المتهم بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين. وذكرت مصادر أمنية أن إسماعيل أوقف أثناء محاولته الفرار خارج البلاد.

وفي السياق ذاته، أُعلن عن اعتقال العميد دعاس حسن علي، رئيس فرع أمن الدولة في دير الزور، بتهم تتعلق بجرائم حرب وفساد مالي، من بينها سرقة النفط وبيعه لحسابه الشخصي.

كما نُفّذت عملية أمنية في طرطوس أسفرت عن إلقاء القبض على العقيد عمار محمد عمار، أحد ضباط أمن الدولة السابقين، والمرتبط بفرع “الخطيب” سيئ السمعة في دمشق، قبل توليه رئاسة قسم الأربعين، وهو القسم ذاته الذي أداره سابقاً حافظ مخلوف، وارتبط اسمه بعمليات الإخفاء القسري وفرض الإتاوات على المواطنين.

ومن أبرز المعتقلين أيضاً، اللواء موفق نظير حيدر، قائد الفرقة الثالثة دبابات في جيش النظام السابق، الذي اعتُقل في 24 يونيو الماضي باللاذقية، ويُعد المسؤول المباشر عن “حاجز القطيفة” السيئ السمعة، وواحداً من أبرز قادة الاقتحامات العسكرية التي نفذتها ميليشيات النظام خلال سنوات الحرب.

وفي 25 يونيو، أُلقي القبض على اللواء الطيار ميزر صوان، المعروف بلقب “عدو الغوطتين”، وهو مدرج على قوائم العقوبات الأوروبية والبريطانية، ويُتهم بإصدار أوامر بقصف مناطق الغوطة، فضلاً عن مشاركته شخصيًا في مجازر جوية عبر طائرته المقاتلة.

وشهدت محافظة دير الزور أيضاً توقيف فادي العفيس، أحد قادة ميليشيا “لواء الباقر” التابع لإيران والذي سبق له العمل ضمن الجهاز الأمني لتنظيم “داعش” الإرهابي قبل أن ينضم إلى صفوف الأمن العسكري التابع للنظام السابق.

وفي إدلب، أكدت قيادة الأمن الداخلي القبض على العقيد زياد كوكش، المتهم بالمشاركة في قمع المتظاهرين في بدايات الثورة، وبتوليه لاحقاً مسؤوليات أمنية ضمن الفرقة 25 بقيادة سهيل الحسن، بعد تقاعده الرسمي في 2016.

ووفق بيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية السورية منذ سقوط النظام في ديسمبر 2024، تم إلقاء القبض على 19 ضابطاً من النظام السابق، من بينهم ستة برتبة لواء، وثمانية برتبة عميد، وثلاثة برتبة عقيد، بالإضافة إلى أربعة رؤساء أجهزة أمنية، وثلاثة قادة مطارات عسكرية.

وتحدثت المصادر عن مقتل العميد الطيار علي شلهوب أثناء اشتباك مسلح في نيسان الماضي، خلال محاولة القبض عليه في حمص، في حين لا يزال العديد من كبار المسؤولين السابقين متوارين عن الأنظار.

وتتحدث تقارير غير رسمية عن وجود قوائم بأسماء ما بين 100 إلى 160 من كبار المسؤولين المطلوبين للعدالة، لم يُلق القبض إلا على عدد محدود منهم، بينما تستمر السلطات الأمنية الجديدة في تنفيذ حملتها الواسعة ضد عناصر النظام السابق، بما في ذلك المتورطون في الفساد وشبكات السلاح والمخدرات التي ازدهرت خلال سنوات الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى