حرائق الغابات تعود إلى سوريا.. وفرق الإطفاء والمروحيات تحاول إخمادها

مرصد مينا
عادت حرائق الغابات مجدداً إلى سوريا بعد أقل من شهر على إخماد حرائق ضخمة استمرت لمدة 12 يوماً من خلال فرق إطفاء سورية ومن دول الجوار.
ومنذ ثلاثة أيام تواصل فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي، بمساندة الأهالي والطائرات المروحية التابعة لوزارة الدفاع، جهودها لمواجهة حرائق الغابات التي اندلعت في ريفي اللاذقية وحماة وسط غرب سوريا.
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 50 فريق إطفاء مجهزين بسيارات وصهاريج مياه، إضافة إلى آليات ثقيلة لفتح الطرقات وقطع خطوط النار، بما يسهل وصول الفرق إلى مواقع الحرائق ووقف تقدم النيران.
كما وصلت مؤازرات من محافظات حمص وحلب وإدلب ودمشق وريف دمشق ودرعا، بحسب وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
محاور الحرائق وإجراءات الإخماد
وأوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن الفرق نجحت بمساندة الأهالي في وقف تمدد النيران في عين الكروم وطاحونة الحلاوة وأبو كليفون بريف حماة، مع استمرار الحرائق في عدة بؤر بالجبال الوعرة والعمل على عزلها.
وأشار الصالح إلى امتداد الحرائق من محور قرية عناب باتجاه أحراج شطحة، مؤكداً إعادة انتشار فرق الإطفاء لمواجهة النيران، بمساندة مروحيات وزارة الدفاع في بعض المحاور.
وفي اللاذقية، تعد منطقة كسب المحور الأكثر تأثراً بالنيران، حيث امتدت الحرائق إلى النبعين والشجرة، وتعمل الفرق على محاصرة النيران في أحراج قرى كفرتة وبروما في جبل الأكراد وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن مخلفات الحرب.
صعوبات إضافية
تواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة بسبب اشتداد الرياح التي تساعد على سرعة انتشار الحرائق، وارتفاع درجات الحرارة، والتضاريس الوعرة التي تمنع وصول الآليات، إضافة لوجود ألغام ومخلفات حرب تشكل تهديداً لسلامة الفرق.
وأعلن الدفاع المدني السوري عن إخماد 6 حرائق من أصل 10 اندلعت خلال اليومين الماضيين في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة وحمص.
تأثير التغير المناخي على سوريا
مع تزايد موجات الجفاف وحرائق الغابات نتيجة التغير المناخي، تعرضت سوريا في السنوات الأخيرة لموجات حر شديد وتراجع حاد في الأمطار.
وشهدت البلاد خلال شهر يوليو الماضي حرائق ضخمة في جبال اللاذقية، تعد الأسوأ في تاريخ البلاد، واستمرت 12 يوماً، ودمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وأثرت على 45 قرية، متأثر منها نحو 1200 عائلة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قد حذرت في يونيو الفائت من أن سوريا “لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً”، مؤكدة أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.