fbpx

من محام إلى مدرب إعلامي في ألمانيا.. قصة مثيرة

تكثر قصص نجاحات السوريين في أوربا بوجه عام وفي ألمانيا بالتحديد حتى بات السوريون في الآونة الأخيرة أحد الأوجه الفعالة للمجتمع الألماني.

أن تكون محامياً وتبحث عن فرصة عمل في بلد أوربي شيء صعب، لكنه ليس مستغرب، المثير في الموضوع أن ترى محامياً يتحول ليصبح مدرباً إعلامياً في أحد الإذاعات الأوربية، وذلك دون خبرة أكاديمية، لكنها الموهبة والمحبة وحدها تصنع المستحيل.

“خليل خليل” محام سوري يبلغ من العمر 30 عام هو من أبناء مدينة حلب، وصل إلى ألمانيا قبل 4 سنوات، بدأ خليل حياته في بلاد جديدة وغريبة عنه بتعلم لغة أهل البلد، كخطوة أولى للاندماج، لكنه سرعان ما أتقن الفصحى الألمانية واثنتين من اللهجات المحلية المنتشرة في جنوب غرب ألمانية.

وينقل “مهاجز نيوز” عن خليل قوله: ” بطبيعتي أحب اللغات كثيراً وبالإضافة إلى ذلك فإنني أدركت عند وصولي إلى ألمانيا أنه لا يمكن للمرء أن يكون له تأثير إلا بإتقان اللغة ولذلك تعلمتها ثم تعلمت اللهجتين من خلال التواصل مع الناس وقراءة الكتب”.

وتابع خليل حديثه: ” منذ عام تقريباً أقوم بتدريب مهني لدى إذاعة جنوب غربي ألمانيا (SWR) كتقني إعلامي -فني صوت وصورة-، لكنني أسعى إلى أن يكون لي في المستقبل برنامج ساخر أجمع فيه الناس من ثقافات مختلفة من أجل بناء الجسور بينهم”.

وتمكن خليل بفضل اتقانه للهجتين ألمانيتين وشرحهما للسكان المحليين من الحصول على “ميدالية الوطن” التي تمنح للأشخاص الذين لهم دور في المشهد الثقافي والاجتماعي في ولاية بادن فورتمبيرغ التي يعيش فيها.

حيث يقوم بشرح اللهجتين عبر فيديوهات ساخرة، وعن تجربته هذه يقول خليل: ” بالطبع الألمان يستطيعون التحدث بلهجاتهم المحلية، لكن ما لاحظته هو أن كثيرين منهم لا يعرفون كيف يشرحونها، ولذلك أقوم بشرح اللهجتين بأسلوب أكاديمي ومسل بنفس الوقت من خلال فيديوهات ثقافية وترفيهية” الفيديوهات التي ينتجها خليل وتنشرها إذاعة جنوب غربي ألمانيا (SWR)، جعلت نجمه يسطع في ولاية بادن فورتمبيرغ التي يقيم فيها، حتى أن وسائل إعلام محلية تطلق عليه لقب “عبقري اللغات”.

ويقدم خليل نصائح تساهم في زيادة الاندماج بين الوافدين الجدد إلى البلد الأوربي الصناعي وبين الألمان ويقول خليل الذي يتحدث إلى جانب العربية، الكردية والعربية والتركية والإنكليزية: ” بعض العادات التي نجلبها معنا كلاجئين ليست مقبولة وعلينا تغييرها، بالمقابل هناك مبادئ وقيم في المجتمعات التي أتينا منها لا يمكننا أن نستغني عنها وعلى الألمان أن يتقبلوا ذلك”، ويتابع: “على كلا الطرفين تقديم ما قد يرونه تنازلات من أجل أن ينجح الاندماج”. ويؤكد خليل على أن الاندماج بالنسبة له ” لا يعني الاستغناء عن القيم والعادات”.

ويشرح خليل أكثر حول رؤيته في الاندماج: “عندما نركز في البداية على النقاط المشتركة يمكننا فيما بعد مناقشة نقاط الاختلاف ثم يمكننا الوصول إلى حل مشترك، لتحقيق العيش المشترك والوصول إلى مجتمع حقيقي متعدد الثقافات وهذا ما هو مطلوب في ألمانيا في الوقت الحالي”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى