fbpx

لجنة سورية الدستورية.. دعوات لزرع الثقة

واجهت اللجنة الدستورية السورية، التي أعلن عن ولادتها مؤخراً، موجات كبيرة من الانتقاد بين أوساط المعارضة السورية، فمنهم من رأى فيها، نعياً للأهداف التي خرجوا من أجلها قبل ثمانية أعوام، ومنهم من وضعها ضمن خانة تعويم الأسد مجدداً، وإعتراف رسمي من قبل المعارضة السورية بالهزيمة السياسية، بعد تلك التي منيت بها في المشهد العسكري.

فيما توجه بعض أطراف المعارضة السورية، وخاصة تلك المنخرطة فيها، إلى الحديث عن أمل جديد، ينبثق من هذه التجربة السياسية التي ولدت مؤخراً، لتبقى المعارك السياسية، هي الفصل فيما سيؤول إليه سورية بعد نتائجها.

في حين أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، دعا من جانبه، كافة الأطراف السورية إلى اتخاذ خطوات من شأنها تعزيز الثقة بينها قبل بدء أعمال اللجنة الدستورية التي من المقرر أن تنطلق خلال الفترة القادمة.

ولفت المبعوث الأممي أن تعزيز الثقة ممكن أن يكون عبر إجراء اتفاقٍ لتبادل الأسرى بين النظام السوري والمعارضة، مشيراً إلى امتلاكه أخباراً إيجابية حول الأوضاع في سوريا؛ بعد أعوام من الصراع والحرب، على حد قوله.

وأضاف “بيدرسون”: “هذا مجتمع منقسم للغاية، هناك غياب للثقة بين الجانبين كما هو واضح لكن هناك أيضا افتقاراً للثقة بين سوريا والمجتمع الدولي؛ لذلك نأمل أن تشكل اللجنة الدستورية خطوة أولى في الاتجاه الصحيح”، لافتاً إلى أن اللجنة ستبدأ أعمالها تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف في 30 تشرين الثاني القادم.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” قد علق على إنشاء اللجنة الدستورية في سوريا، بالإشارة إلى أن الخطوة القادمة ستكون السعي لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم ٢٢٥٤.

وأعرب السفير “جيفري” عن ثقته بقدرة الأمم المتحدة على تنظيم الانتخابات السورية بشكل ديمقراطي وحر، مذكراً بالانتخابات التي كانت قد أجريت في العراق عام 2003 بعد إسقاط نظام “صدام حسين”.

إلى جانب ذلك، رحب المسؤول الأمريكي بتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا والتي أعلن عنها مؤخراً، لافتاً إلى ان بلاده تدعم مساعي الأمم المتحدة والمبعوث الأممي “بيدرسون”.

كما دعا “جيفيري” أيضاً إلى الضغط على المعسكر الداعم للنظام وتحديداً روسيا لأخذ اللجنة الدستورية وعملها ومخرجاتها على محمل الجد، لافتاً إلى أن الدعم الروسي لعمل اللجنة قد يكون المدخل الأول باتجاه الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات.

من جهتها، أعلنت الممثلة العليا للشئون السياسية والخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” دعم دول الاتحاد للانتقال السلمي للسلطة في سوريا، معربةً في الوقت ذاته عن قلقها من إمكانية انهيار جهود الحل السياسي هناك.

وعلى الرغم من تشكيل اللجنة الدستورية قبل أيام؛ إلا أن “مورغيني” حذرت من امكانية انهيارها خلال الشهور المقبلة، مضيفةً: “نحن لا نتجاهل الوقائع علي الأرض بل نرى تلك الوقائع بوضوح، فسوريا ما زالت في حالة حرب وهناك ملايين المشردين سواء خارج أو داخل البلاد”.

وحذرت المسؤولة الأوروبية من أن عدم تلبية اللجنة لتطلعات الشعب السوري، وعدم إحساس السوريين أن المسار السياسي يعود لملكيتهم وتحت قيادتهم، قد يؤدي إلى انهيارها، مشيرةً في الوقت ذاته إلى دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لإعلان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وتشكيل اللجنة الدستورية .

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى