fbpx

ظريف.. مسؤول إيراني أم متحدث حوثي!

لا شك بأن الكثير من المتابعين لأخبار الشرق الأوسط قد سمعوا بأن “محمد جواد ظريف” يشغل وبحسب المسمى الرسمي؛ منصب وزير الخارجية الإيراني، إلا أن الرجل وعلى ما يبدو بات يشغل منصباً آخراً يمكن تسميته بـ”الناطق الإيراني باسم ميليشيات الحوثي”، لا سيما وأن تصريحاته الأخيرة قد تناولت ما يفترض أنه خفايا الميليشيا التي لا يعلمها إلا قادتها.

“ظريف” وفي تصريحات لوسائل إعلامية مقربة من طهران، كشف أن ميليشيات الحوثي تمكنت من تطوير أنظمة صواريخ وطائرات مسيرة بما وصفه “جهوداً ذاتي”، وذلك في تضاربٍ واضح مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الآخرين، لا سيما رجال الدين وقادة الحرس الثوري؛ الذين أكدوا في عدة مناسبات دور النظام الإيراني في تسليح الميليشيات ودعمها في السيطرة على اليمن، واستهداف المنشآت السعودية.

وأشار الوزير “ظريف” بأن الميليشيات حصلت على ترسانتها الصاروخية عبر الرئيس اليمني الراحل “عبد الله صالح”، زاعماً أن الحوثيين يمتلكون التكنولوجيا المتطورة والدراية الفنية التي سمحت لهم بتحسين الأسلحة التي بحوزتهم، في تجاهلٍ تام لتصريحات المرشد الأعلى في إيران “علي خامنئي” الأخيرة التي أكد فيها مواصلة بلاده دعم الحوثيين غير المحدود، مؤكداً أن إيران كانت وستقبى داعمة للميليشيات.

ما غاب عن تصريحات الدبلوماسي خلال نفيه أي دورٍ لإيران بالهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو، وكافة الهجمات التي طالت الأراضي السعودية، هو تأكيد رجل الدين الإيراني “أحمد علم الهدى” أن الميليشيات التي تدعمها بلاده في المنطقة العربية ستكون جاهزة للدفاع عن طهران في حال تعرضها لأي هجوم، مشيراً إلى أنها جزء من النظام الإيراني القائم.

أسئلة واحتمالات
كم التناقض الواضح وغير المسبوق بين تصريحات ظريف والمسؤولين الإيرانيين عموماً دفع الكثير من المعلقين على مواقع التواصل الإجتماعي لطرح تساؤلات حول الدور الفعلي للوزير “ظريف” في السياسة الإيرانية، وإن كان هو المسؤول عن الدبلوماسية في هذه البلد المحكومة بمركزية شديدة.

أول تعليق على تناقضات “ظريف” حول الهجمات الإيرانية على السعودية؛ جاء من نظيره الأمريكي “مايك بومبيو” الذي اعتبر أن الوزير الإيراني لا علاقة له بالسياسة الخارجية لإيران، مضيفاً: “لا أعلم لماذا ينصت أي أحد لوزير الخارجية الإيراني، لقد كذب لعقود ثم استقال؛ الأمر حتى لا يستحق الرد عليه”.

وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” بدوره كان من بين من علق على تصريحات “ظريف” بالسخرية، مضيفاً: “تصريحات ظريف تؤكد أنه يقول الكثير من الأمور المشينة والغريبة، وبصراحة أمورا مضحكة”.

أحداث تغير العالم
بعيداً عن تناقضات “ظريف”، أشار البرلماني العراقي السابق وخبير علاقات دولية الدكتور “عمر عبد الستار محمود” في حديث مع موقع “مينا”؛ إلى أن أحداث أرامكو تعتبر نقطة تحول كبيرة في العالم، لافتاً إلى أن الوضع الدولي قبل تلك الأحداث ليس كما قبلها.

وأضاف “محمود”: “اليوم يمكننا القول بأن الصراع مع إيران تم تدويله لأول مرة منذ عام 1979، خاصة وأن الاعتداء الأخير على منشآت النفط لم يستهدف السعودية وحسب وإنما طال أيضاً التحالف الأمريكي”، مشيراً إلى أن إيران ارتكبت خطأ كبيراً بما حصل؛ وباعتقادها أن الاعتداء سيمر كسابقيه.

إلى جانب ذلك، اعتبر البرلماني السابق أن إيران ستواجه إجماع دولي ضدها، وأن أمريكا ستتعامل مع الأمر على مبدأ إن لم تكن معي فإنت ضدي، مشبهاً وضع النظام الإيراني الحالي بوضع تنظيمات داعش والقاعدة عندما تحالف العالم بأسره ضدهما.

أما عن تصريحات “ظريف”، فقد أضاف “محمود”: “لن أقول أكثر من ما قاله الوزير الأمريكي بأن الرجل لا علاقة له بالسياسة الإيرانية”.

استقالة وتراجع ورجل تائه بين ضفتين

السخرية من رجل “الدبلوماسية الإيرانية” لم يقتصر على الساسة والحلليين؛ وإنما وجد له مكاناً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي أشاروا إلى أن علاقة “ظريف” بالسياسة الإيرانية أشبه بعلاقة إيران بالديمقراطية، لافتين إلى أن مكانته الحقيقية في تسلسل المناصب الإيرانية ظهرت فعلياً بعد استقالته التي قدمها إثر تجاوزات الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً قائد فيلق القدس الجنرال “قاسم سليماني”، وتحكمهما بالعمل الدبلوماسي على حساب “ظريف”، قبل أن يعود عنها بضغط من الرئيس “حسن روحاني”.

كما تتالت التعليقات الساخرة من “ظريف”، حيث كتب أحد المعلقين: “ظريف وزير خارجية برتبة ساعي يقدم الشاي لسليماني”، وكتب حساب أخر على موقع تويتر حمل اسم “محمد الشقراني”: “لا تلوموه هو لا يكذب وإنما هو يقول ما يسمح له بمعرفته، وأعتقد أنني أعلم عن السياسة الإيرانية أكثر من ما يعلمه”.

ووصف المعلقون “ظريف” بأنه بات المتحدث الإيراني باسم ميليشيات الحوثي، مذكرين بأن الوزير الحالي يعتبر من أضعف وزراء الخارجية الإيرانيين الذي توالوا على هذا المنصب منذ بداية ثورة الخميني وحتى اليوم.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى