موسكو: سيتم التعامل بقوة مع أي استفزازات في منطقة إدلب ومحيطها

اليوم، تتسارع التطورات المرتبطة بمصير تلك المنطقة. ومع انتهاء جولة جديدة من لقاءات الضامنين في سوتشي أول من أمس، وصلت الرهانات التركية على تحييد أي تصعيد عسكري محتمل من جانب القوات الحكومية، إلى نقطة مفصلية، تتطلب منها تشكيل ;laquo;جسم عسكري موحد;raquo; يمكن إدارته، ويكون محوراً يمكن عبره تذويب الفصائل “الإرهابية” وفق معايير ;laquo;أستانا;raquo;، وهو التزام تعهدت بتنفيذه تركيا مراراً. التجارب التركية السابقة في هذا الشأن لم تصل حد الاكتمال، وشابها فشل على عديد من المستويات، انعكس صراعاً شبه مستمر بين “هيئة تحرير الشام” والمؤسسات التابعة لها، والمكونات العسكرية والمدنية الباقية. وشهد أمس، أول تجلٍ للجهود التركية الجديدة في هذا السياق، مع إعلان توحد عدد من الفصائل تحت اسم ;laquoالجبهة الوطنية للتحرير;raquo;، والتي اندمجت ضمنها ;laquo;جبهة تحرير سوريا;raquo; تضم ;laquo;أحرار الشام;raquo; و;laquo;حركة نور الدين زنكي;raquo; و;laquo;جيش الأحرار;raquo; و;laquo;ألوية صقور الشام;raquo; و;laquo;تجمع دمشق;raquo هذا التوحد أتى بعد شهرين من إعلان تشكيل ;laquoالجبهة الوطنية للتحرير;raquo; من 11 فصيلاً كان أبرزها “فيلق الشام”، ليتم توسعتها اليوم وتضم جميع الفصائل الرئيسة في إدلب وريف حلب، باستثناء “هيئة تحرير الشام” والفصائل ;laquoالقاعدية;raquo إطلاق التشكيل الجديد يضع إدلب ومحيطها، على سكة مناطق ;laquo;درع الفرات;raquo; و;laquo;غصن الزيتون;raquo;، حيث تم توحيد القيادة العسكرية تحت مسمى ;laquoالجيش الوطني;raquo ووفق ما رشح من تصريحات عن اجتماعات سوتشي الأخيرة، فإن مدى نجاح هذا التوجه التركي، سيكون محدداً لمصير ;laquo;خفض التصعيد;raquo; في تلك المناطق. ولا يستبعد هذا الرهان، قيام عمليات عسكرية في بعض المناطق مثل ريف حماة واللاذقية، قد يحارب ضد النظام السوري فيها، الفصائل الرافضة لتطبيق مخرجات ;laquo;أستانا;raquo; والدخول في الجيب التركي بالكامل. وهو ما أكدته تصريحات رئيس الوفد الروسي إلى أستانا، الكسندر لافرينتيف، التي قال فيها إن بلاده تراهن على نجاح ;laquoالمعتدلين;raquo; في التخلص من “الإرهابيين” في إدلب، إلا أنه أشار إلى أن ;laquo;أي استفزازات سوف يتم التعامل معها في شكل صارم، وصبر روسيا يمكن أن ينفذ;raquo وفي موازاة تطورات في إدلب، تعمل تركيا لضمان مكاسبها من التفاهمات الأولية مع الجانبين الروسي والأميركي، في شكل منفصل، في كل من تل رفعت ومنبج. التصريحات التركية الأخيرة بهذا الخصوص، كانت تشير إلى أن الوضع في المنطقتين ;laquo;لا يجري وفق المخطط له;raquo غير أن الدوريات التركية ما زالت تنسق مع نظيرتها الأميركية عملها في شمال منبح، في حين لا تشهد تل رفعت أي تواجد كثيف للقوات السورية. وفي موازاة الزيارات الأميركية شبه الدورية إلى مدينة منبج، حلّ قائد القوات الأميركية في أوروبا، كورتيس سكاباروتي، ضيفاً أمس، على وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، لنقاش عدد من الملفات المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها الوضع في منبح. وعلى رغم التوتر بين البلدين، تؤكد تصريحات مسؤولي الطرفين، أن التعاون في منبج لن يتأثر بأي من تلك التطورات، والتي كان آخرها العقوبات الأميركية الجديدة على وزيري الداخلية والعدل التركيين.