fbpx

مفاجآت “حزب الله”

مرصد مينا

لبنانيون من قرّاء دماغ حزب الله، يقولون بأن “الحزب” يتحاشى توسيع رقعة الحرب تخوّفاً من تحويل لبنان إلى غزة، والقرّاء أنفسهم لا يستبعدون مغامرة لحزب الله تفتح الحرب الشاملة على لبنان، مستغلاً الانهاك الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي في حرب غزة، كما التشققات في المجتمع الإسرائيلي، تلك التشققات التي تكشفها الصورة، وقد يكون آخرها ظهور مجنّدات إسرائيليات محتجزات عند حماس يطالبن نتنياهو بفك أسرهن، ما سيوسع الفجوة ما بين حكومة نتنياهو والمجتمع الإسرائيلي، وهذا لابد وسيمنح حزب الله مكسباً قد لا يستعاد إذا ما توقفت حرب غزة وفقد حزب الله الذريعة في دخول الحرب وتوسيعها.

على الطرف الأول، ثمة ما يؤكد بأن معظم القوى والأحزاب والبيئات اللبنانية ستكون على الضفة الرافضة لتوسيع رقعة الحرب، فلا اقتصاد البلاد يحتمل المزيد من الكوارث، ولا  القوى اللبنانية المعارضة لحزب الله ستقبل بارتياح دعم سلاح حزب الله الذي إذا ما اتجه اليوم إلى إسرائيل، فسيأخذ طريقه في الغد للتصويب على اللبنانيين كل اللبنانيين، وبالتالي ليفرض قيمه وسطوته على المجتمع اللبناني بما يعطيه الفسحة لوضع قبضته على لبنان، كل لبنان، وهذا التيار، برز بوضوح في البرلمان اللبناني ابان مناقشة موازنة الحكومة والتي أخذ الكلام عن الحرب فيها ما يزيد عن الكلام بالاقتصاد وشؤون الاقتصاد بدءاً من الضريبة وصولاً إلى سرقة ودائع اللبنانيين.

وعلى الطرف الثاني ثمة من يعتقد أن حزب الله لن يلتفت إلى الرأي العام اللبناني ولا إلى ما سيدفعه لبنان إذا ما اتسعت رقعة الحرب، فللحزب حساباته “الحزبية” و “الإقليمية” وإذا ما فاته توسيع رقعة الحرب، فلابد سيكون سلاحه موضع التساؤل بحثاً عن مبررات للإبقاء على هذا السلاح، وهو ما يحرج حزب الله ومناصريه، كما سيقود عاجلاً أم آجلاً إلى تفكيك ما اصطلح عليه بمحور المقاومة بدءاً من الحوثي وصولاً إلى الجهاد الإسلامي / حماس، واشتقاقاتهما، وهذا سيشكل عامل ضغط على حزب الله الذي اكتفى وطيلة المئة يوم من حرب غزة برشقات صاروخية على إسرائيل تزعج ولا تحسم، وقد فقد عنصر المبادرة التي استحوذت حماس عليه يوم أطلقت عمليتها في السابع من أكتوبر، دون أن يعيق ذلك حزب الله من البحث عن مفاجآت جديدة، أما المفاجأة التي يشتغل عليها حزب الله فيمكن وصفها بالتالي:

منح الحزب الإسرائيلي ما يكفي للاعتقاد بأنه لن يوسع من دائرة الحرب، غير أن هذا الاطمئنان الذي ناله الإسرائيليون هو جزء من التكتيكات التي اشتغل عليها حزب انتظاراً للإنهاك الذي لابد أصاب القوات الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي، وبالنتيجة فخطوة عسكرية واسعة باتجاه فتح جبهة الجنوب على إسرائيل لابد سيشكل عنصر مفاجأة، قد لا يحسب لها الإسرائيليون، دون نسيان أن المخزون العسكري لحزب الله من صواريخ وسواها ما زال في المخازن دون أن يتبدد خلال المئة يوم من الحرب على غزة، وهذا لابد سيشكل عنصر قوّة لحزب الله الذي سيدخل حرباً، الطرف الآخر فيها مُنهَكاً، أما عن الخسائر  التي سيتسبب بها للبنان فلن تكون في حساباته، أقلّه، لأنه يحسب لبقاء سلاحه بما يتجاوز الحساب لدمار لبنان أو بقائه.

مجمل الكلام السابق يشير إلى أن الحديث عن استراتيجية الضربة بالضربة، أو حرب المناوشات، لن يشكّل ضمانة لعدم اتساع رقعة الحرب، فالحرب الواسعة على البوابة، ومجمل الحكاية قد تُختَصر بـ :

ـ البحث عن ذريعة.

الإسرائيليون قد يمنحون حزب الله الذريعة.

اغتيال من هنا او غارة من هناك قد تتحول إلى الذريعة ومعها قد يفوز حزب الله بالحرب، دون أي حساب لاحتمالات أن :

ـ يعود لبنان إلى العصر الحجري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى