لماذا اغتيل العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خداياري؟
مرصد مينا
اعتبر المحلل والباحث العراقي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمن الدولي، في معهد “واشنطن انستيتيوت”، فراس الياس، أن إسرائيل وضعت العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خداياري على قائمة الاستهداف في سوريا، لضلوعه في تطوير برامج الطائرات المسيرة التي أطلق بعضها إلى إسرائيل في الفترة الماضية. إلا أنه أشار بتغريدة على حسابه على تويتر إلى أن السلطات الإيرانية أعادته إلى طهران حفاظاً على حياته، لكن الموساد كان مصمماً على اغتياله بأي طريقة، على ما يبدو.
وفي هذا السياق ذهبت وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أن هذا الاغتيال لا علاقة له بالملف النووي الإيراني، بل يأتي في إطار حرب الظل بين تل أبيب وطهران في سوريا، مشيرة إلى أنه تورط في عمليات استهداف إسرائيليين في الخارج، مؤكدة أنه كان مساعدا مقربا من القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، الذي اغتيل أيضا في يناير 2020 بغارة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
إلى ذلك، أفادت بأن القتيل ارتبط بخطط “وحدة840” السرية، وهي تابعة للحرس الثوري، ومهمتها القيام بسلسلة عمليات قتل في أوروبا، بينها استهداف دبلوماسي إسرائيلي في اسطنبول، وجنرال أميركي في ألمانيا، اضافة الى صحافي فرنسي، فيما لفتت “القناة13” الاسرئيلية، إلى أنه “كان مسؤولا عن نقل تكنولوجيا صاروخية متطورة ودقيقة إلى حزب الله في لبنان، فضلاً عن المسيّرات دون أن تذكر مصدر معلوماتها.
بالمقابل توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الاثنين، بالثأر لدم خداياري، مشددا على أن العقيد اغتيل على يد إرهابيين وأن السلطات تتابع تفاصيل الجريمة، بحسب ما نقل التلفزيون الإيراني الرسمي.
فيما أكد مسؤول إيراني بتصريحات تلفزيونية، لم يكشف عن اسمه، أن هذا الاغتيال يعتبر تجاوزاً للخطوط الحمراء، وسيحدث تغييرات جذرية في معادلة الصراع.
يذكر أن العقيد غرق بدمائه أمام منزله في شرق طهران، بعد أن أطلق عليه مسلَّحان يستقلان دراجة نارية 5 رصاصات، وفرا من عين المكان دون أن تتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليهما، فيما أعلن الحرس الثوري في بيان أن القتيل كان “أحد المدافعين عن المراقد المقدسة، مدافع حرم، وقد تعرض إلى جريمة اغتيال إرهابية نفّذها شخصان كانا على دراجة نارية في شارع مجاهدي الإسلام في شرق طهران”.
وتستخدم الجهات الرسمية في إيران عبارة “مدافع حرم” للإشارة إلى أفراد الحرس الذين أدوا مهام في سوريا والعراق، فيما ينتمي هؤلاء إجمالا إلى فيلق القدس الموكل بالعمليات العسكرية الخارجية في الحرس الثوري.