fbpx

“جو بايدن”.. ما بين بين

مرصد مينا

هذا زمن “جو بايدن”، وبالوسع إضافة “زمن الانحطاط”، ونعني بالانحطاط هنا، انحطاط القوّة الأمريكية وقد رفعت أياديها مستسلمة مرتين:

ـ الأولى في مواكبة بنيامين نتنياهو وقد ذهب إلى ذروة الانحطاط في ممارسة التطهير العرقي للغزاويين، فما يحدث في غزة لا يقول سوى ذلك.
ـ والثانية في إطلاق يد الحوثي في باب المندب ومن ثم في البحر الأحمر حيث بات الحوثي امبراطور هذا البحر ما بعد اختطاف سفن وتلغيم البحر وقطع الطريق على سفن عديدة بات عليها الهروب إلى رأس الرجاء الصالح تجنّباً للحوثي.

انحطاط أمريكي، وقد خضع جو بايدن لكلا المقتتلين، لطرفي الصراع، وكاد أن يحوّل بلاده إلى :
ـ لاحول ولاقوة.

فلا حول له بردع نتنياهو عن نتانته في حرب غزة، ولا أن يردع الحوثي حليف “حماس” من بسط يده على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الخليجيون، وتحديداً المملكة العربية السعودية كانت على علم منذ إطلاق حربها على الحوثي بما للذراع الإيرانية من تأثير مستقبلي على “البحر”، وحربها لم تكن سوى استباقاً لما آلت اليه الأمور الآن، ويومها لم تكن الإدارة الأمريكية تتحسب لمثل هكذا حال فاتخذت موقف “المزهرية” من الحرب، ما أعطى ملالي طهران الوقت كل الوقت لإرساء لعبتهم، وبالنتيجة السيطرة على أعظم الممرات المائية وأكثرها تحكّماً بالتجارة الدولية، وها هي الإدارة الأمريكية الآن تحصد النتائج، وبالأحرى “مقدّمات النتائج” فالنتائج لم تتبللور بعد، والذراع الإيراني لم يعلن عن كامل جاهزيته بعد، وهكذا فثمة من الاحتمالات ما يشير بأن الذراع الإيراني قد يتقدّم إلى المرحلة التي يلوي بها الذراع الأمريكاني، فللألغام البحرية قدرة فائقة على إغراق الطوربيدات من أيّ طراز وأيّ إعلام تحمل، وبعدها ستكون الصحوة الأمريكانية المتأخرة، وهي الصحوة التي لن تعود نافعة، فالمقولة الشكسبيرية تفيد:
ـ ما ينبغي فعله، ينبغي فعله عندما ينبغي، لأن ينبغي تتبدل.

وهكذا تبدّلت الـ “ينبغي” إياها، وها هي الحوادث تعلن جدية التوقيت الذي أضاعته أمريكا، ما سمح للحوثي أن يتحوّل إلى قوة بحرية حاسمة بعد أن كاد يغرق في حربه مع المجموعة الخليجية دون يد أمريكية تمتد للمساعدة أقلّه في إرسال الصور الجوية لتمركز القوات الحوثية.

استسلم جو بايدن بمواجهة بنيامين نتنياهو، فكانت مجازر غزة أكبر فضيحة للإدارة الأمريكية، واستسلمت للحوثي خصم بنيامين نتنياهو، وهي الفصيل الإيراني، فكانت الفضيحة الثانية، وفي الحالين كان “الوقت” هو بطل اللعبة وميزانها، وكان:
ـ جو بايدن.. رجل يتجول على حافة قبره، لا هو بميت ولا هو بـ “حي”.

ذات يوم كتب دان براون:
ـ الموت صيغة نهائية.
ثم عدّل رأيه:
ـ لا.. ثمة ما بين بين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى