fbpx

عن أية مصالحة نحكي؟

لا قوافل القتلى ولا الوحل الذي أًغرقت فيه البلاد يغيّر من خطاب السلطة السورية.. نقول السلطة باعتبارها اليد القابضة على كل شيء، من الطحين إلى أعناق مجلس الشعب، ومع قبضتها التي لم تتراخى يوماً بقي الخطاب هو، هو، دون أي تغيير يذكر رغم كل المتغيرات التي وقعت على العالم، وهكذا نقرأ بياناً لـ “مجلس الشعب السوري” ولمناسبة 8 آذار، وهو يوم استيلاء البعث على السلطة قبل 60 عاماً جاء فيه: “ثورة الثامن آذار مثلت على مدى ستين عاماً منهجاً فكرياً واضحاً يستند إلى تطلعات وطموحات الجماهير وقدرة أبناء الوطن على تغيير الواقع، الأمر الذي جعلها تشكل مفصلاً نوعياً في تاريخ سورية المعاصر”.

ستون عاماً شهدت فيما شهدت مرحلة البيرسترويكا، وزوال جدار برلين واجتياح العراق، وتدمير البرجين الشهيرين، ودخول إلى أفغانستان وخروج من أفغانستان، وجملة من الحروب كانت الهزيمة والهزيمة وحدها من نصيب النظام، وكلها لم تغيّر من خطابه ولا من عقليته ولم تستدعه إلى مراجعة التجربة والتنازل ولو قليلاً عن ثقافة الإنكار الموصولة بثقافة العنجهية، وهذا أمر بقدر ما يستدعي الاشمئزاز يستدعي معه السؤال:

ـ كيف يمكن التصالح مع نظام كهذا؟

قطّعت البلاد، وتحوّلت إلى مستعمرات للروسي فيها حصته وللإيراني فيها حصته وللأمريكاني فيها حصته، ولم يتبق للنظام سوى صالات القصر الجمهوري والخطاب من طراز خطاب مجلس الشعب السابق.

المجاعة حلّت بالبلد، والهجرة أوشكت أن تتحول المخرج الوحيد من انسداد الآفاق، وعصابات اجهزة الأمن بالشراكة مع سيّدة القصر استولوا على القليل المتبقي للسوري الذي لم يطلب سوى القليل.. الحياة تغيّرت والخطاب لم يتغيّر وما من مؤشر يقول بأنه سيتغيّر، ومع خطابه الذي لم يتغيّر وفساده وعنفه وقد تضاعفا، سيأتي السؤال ثانية:

ـ كيف يمكن العثور على طريق مصالحة وطنية سورية شاملة؟

المصالحة لابد وتخطو اولى خطواتها بالاعتراف:

ـ الاعتراف المتبادل بالدوافع التي قادت البلاد إلى ما انتهت إليه، فكيف يمكن وحال النظام هو “الإنكار”، كيف ستكون المصالحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى