fbpx
أخر الأخبار

هل هي بدايات  “طلاق” روسي إسرائيلي؟

كان لافتًا المقال المنشور في نيويورك تايمز وقد حمل صيغة سؤال:

ـ لماذا تريد روسيا غلق فرع وكالة تساعد اليهود في الهجرة إلى إسرائيل؟

أما اللافت فيه، فينقسم إلى شقين:

ـ الأول هو، هل تحتاج إسرائيل إلى وكالات لغرض كهذا، والثاني مغزى الاجراء الروسي، فإذا ماتعلق الأمر بالشق الأول فهل تحتاج إسرائيل اليوم، وبعد عشرات السنين من إعلان الدولة إلى مهاجرين جدد، وكذا سيكون حال الشق الثاني.

في الجانب الإخباري تذكر نيويورك تايمز أن وزارة العدل الروسية تسعى إلى تصفية الفرع الروسي للوكالة اليهودية، بحسب إشعار من محكمة في موسكو. وتضيف أن ” يائير لبيد سيرسل وفدا إلى روسيا لإجراء محادثات تهدف إلى إبقاء الوكالة تعمل هناك”.

المعروف أن لفلاديمير بوتين علاقات قوية مع إسرائيل، وأن يهود روسيا هم مواطنون روس وليسوا جالية في روسيا، والمعروف أيضًا أن إسرائيل ومنذ نشأتها تشتغل على استقطاب أفضل العقول عبر الهجرة اليها من يهود العالم سواء من روسيا أو سواها، أكثر من هذا وذاك أن هجرة اليهود إلى إسرائيل لم تلق ممانعات من أي من أوطانهم السابقة هذا إذا لم تلق ترحيبًا، فما الجديد؟

الجديد هو “ما بعد غزو روسيا لاوكرانيا”، فما بعد انطلاقة الحرب شهدت روسيا موجات هجرات ونزوح ومن بينها موجات نزوح ليهود روس، تفيد المعلومات بأنهم في غالبيتهم من المشتغلين في صناعة التكنولوجيا الروسية، فقد تم تسجيل حوالي 16,000 مواطن روسي هاجروا من روسيا إلى  إسرائيل منذ بداية الحرب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما تم تسجيله في العام الماضي بأكمله؛ ووصل 34,000 آخرون كسائحين.

هذا النزوح لعقول تكنولوجية وفي ذروة الحاجة اليهم من قبل الروس شكل استياء روسيًا من إسرائيل، بموازاة انتقادات واسعة شنها قادة إسرائيليون على روسيا، بعد محاولتهم في بداية الحرب السير في طريق دبلوماسي وسط، إضافة إلى الاشتغال على مد يد العون الى القوات الأوكرانية وآخرها ماكشف عنه الأسبوع الفائت،  فقد بدأت إسرائيل في توفير الخوذات وغيرها من المعدات الوقائية لقوات الإنقاذ الأوكرانية والمنظمات المدنية بعد أن رفضت في وقت سابق القيام بذلك، ووقع لبيد إعلانا مشتركا مع الرئيس بايدن يعبر عن “مخاوف بشأن الهجمات المستمرة ضد أوكرانيا”.

إغلاق الوكالة اليهودية يمثل بالنسبة للإسرائيليين “عقابًا” فالوكالة إياها  تأسست منذ ما يقرب من قرن من الزمان باسم الوكالة اليهودية لفلسطين، لعبت دورا أساسيا في المساعدة في إنشاء إسرائيل في عام 1948، وسهلت هجرة ملايين اليهود من جميع أنحاء العالم،  كان قد تم حظرها  في الاتحاد السوفييتي حتى سنواته الأخيرة ثم عادت مابعد البيروسترويكا،  ووصل حوالي مليون مهاجر من الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل منذ أواخر الثمانينيات وحتى نهاية التسعينيات.

لسنوات، عمل بوتين على رعاية العلاقات مابين يهود روسيا  وإسرائيل. وأيد بناء متحف يهودي في موسكو واستضاف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، كضيف شرف في موكب يوم النصر في الحرب العالمية الثانية في موسكو عام 2018، وكان بالنسبة الى يهود روسيا واحدًا من “أهل بيتهم”، فما الذي تغير؟

ـ الذي يتغير هو الانعطافات الكبرى التي تشهدها أوربا، كل أوربا نحو “اليمين”، تلك الانعطافات التي قد تعيد مناخات ماقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث التشدد العرقي والقومي وظهور “النازيات” على اختلاف مسمياتها، نازيات تبدأ بالتضييق وتنتهي بمعسكرات الاعتقال.

ـ روسيا مثل غيرها من عواصم أوربا مرشحة لهكذا حال ولا فرق مابين “صليب معكوف” وصلبان غير معكوفة الأطراف، تلك التي بدأت تنتشر في عواصم أوربية وعلى أجساد الشباب على شكل “أوشام”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى