fbpx

العزيز صهر الرئيس

لانطالب جبران باسيل وزير خارجية لبنان أن يكون بحجم شارل حلو، ولا بنباهة شارل مالك، ولا بمناقبية صائب سلام. لانطالبه أن يكون بحكمة كمال جنبلاط، ولا بمصداقية فؤاد شهاب. لانطالبه أن يكون بحيوية جبران تويني، ولا بانفتاح رفيق الحريري. نطالبه فقط بأن يكون صهراً للرئيس ميشيل عون.. فأن يكون صهراً فهذا يعني أن عليه حزمة من الواجبات، من بينها التعرف على أنواع الخضار والبقالة التي يحتاجها منزل العائلة. صهر الرئيس!! ويكفيه، أقله رحمة بالرئيس، وإن كانت هذه الرحمة لاترحم كريمة الرئيس، زوجة الوزير. يأتي هذا الكلام، ما بعد تصريحات تناثرت على لسان السيد الوزير.. تصريحات وتغريدات، من بينها، أن لبنان “أرض القداسة والملائكة” لن تكون لنازح سوري، يحل محل الملاك اللبناني. من حيث المبدأ، اللبناني ليس ملاكاً، ولا قدّيساً حسب منطوق السيد الصهر بمرتبة وزير، فلبنان، عرف الميليشيات، والزعرنات، والحرب الأهلية، والقتل على الهوية، وطالما نسي الدولة لحساب الطائفة، وطالما فتكت الطائفة بالطائفة، وطالما غطّى الفساد أرض القداسة تلك، بما يجعل من ترتيب الفساد في لبنان ترتيباً متقدّماً جداً، اظنه يأتي في المرتبة الثانية بعد الصومال، بفارق أنه (الفساد) في الصومال، هو فساد بدائي مشتق من الغابة، فيما الفساد في لبنان مشتق من أرفع أنواع العطور والماركات. وبالنتيجة: هناك فاسدون، وهنا فاسدون، والضحايا بشر من لحم ودم، يهتفون للكرامة ويقسو عليهم: الرغيف.. الكراس المدرسي وسرير المشفى. وحين يأتي الكلام عن النازحين السوريين، فهؤلاء، نزحوا لا بفعل السياحة وتأملات وسط البلد، وانما نزحوا بفعل الويلات، وويلاتهم مسؤولية ليست سورية فحسب.. ويلاتهم ودمهم يتوزع على: الأمريكاني / الفرنساوي / التركي/ السعودي/ القطري / الروسي / الإيراني، ويلتحق اللبناني بالمسؤولين عن الدم السوري، واللبناني هنا يتوزع ما بين سلاح حزب الله، وصولاً لـ (حفاضات) المستقبل ومنح عقاب صقر للسوريين، ولا يعفى منها لا وئام وهب، ولا وليد جنبلاط، ولا مسيحيي سمير جعجع ولا مسيحيي فخامة الرئيس، ومادام اللبناني مسؤولاً في الغنم، فليتحمل مسؤوليته في الغرم، وسبق للبناني أن شهد اللعبة الدولية في بلاده، وسبق وأن عرف النزوح والتهجير، وكان مأواه سوريا، بفارق أن سوريا فتحت ابوابها للبناني، ولم تنصب له خيمة يمزقها صقيع البلاد. لاتريد سوريا في لبنان؟!! حسناً والسوري لايريد سوريا في لبنان.. السوري يريد سوريا في سوريا، ولبنان في لبنان، أما عن حكاية (سوى ربينا) فهي مهزلة لافضيلة فيها. نريد سوريا في سوريا، ولتكون سوريا في سوريا، اخرجوا منها جميعاً: الايراني / الروسي/ حزب الله/ التركي/ الامريكاني/ القطري / السعودي.. فلتخرجوا منها لنبقى فيها. سوى ذلك، فليس للسوري سوى خيمته المحترقة، فيما تبقّى من رايته المحترقة. وتحملوها. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى