fbpx

مسلمو أوروبا.. الفأس بجوار الرأس

استطلاع رأي قام به تلفزيون الـ D.W الألماني، تمحور حول سؤال:

  • كيف ترى الإسلام؟

معظم الإجابات جاءت على نحو:”غامض / مخيف”، ومن يقرأ تعابير الوجوه، يذهب به الظن إلى أن المجيبين تنتابهم ارتعاشة خوف من الإجابة. يحدث ذلك فيما تبرز أسماء عربية / إسلامية إلى واجهة الابتكارات والآداب والفنون والأعمال، ما يعني أن الإسلام ليس “غامضاً ومخيفاً”، فهو تراكم حضاري، تاريخي، إيماني، مثله مثل الديانات الأخرى، ما يجعل سؤال:

  • ما الذي جعل الإسلام إرهاباً؟ وما الذي يدفع أوروبا اليوم إلى الوقوف وراء الأحزاب اليمينية، والكثير من المتابعين يعتقدون بأن مستقبل أوربا سيكون لأحزاب اليمين، والموقف من الإسلام أحد أسباب نهوض اليمين؟

يمكن اختصار مجمل الحكاية في الصورة التي صدّرت عن الإسلام، وهي صورة الإسلام السياسي، والصورة بطبيعة الحال تتنقل ما بين افغانستان/ العراق/ سوريا/ ليبيا، وهي صورة في مقدمتها حاملي السواطير، وفي الخلفية حاملي السواطير، وحملة السواطير يأخذون المشهد برمته، وليس صدفة أن تتحول مساجد بمن فيها في عواصم أوروبية إلى منابر لنشر الكراهية والتحريض على العنف وتكفير الآخر، بما يجعل الإسلام في أعين الغرب مجرد “غامض ومخيف”، والمتابع لخطابات المساجد في عواصم أوربية مختلفة،  سيتأكد من ذلك، هي مساجد بأئمة مرسلين من واحدة من دولتين:

  • تركيا / قطر

وبلا شك، فهذه المساجد قد غدت مستوطنات لتوليد ثقافة العنف، إلى درجة دفعت بأحد خطبائها للدعاء بهطول المطر على بلاد المسلمين.. المسلمون فقط، ذلك أنه ليس من حق الأمم الكافرة ما تمنحه السماء. أوروبا اليوم، بما فيها المانيا / فرنسا، وفي مواجهتها للتطرف الإسلامي، أمام خيارين، فإما أن تمارس العنف والإلغاء بمواجهة هذا الشكل من الإسلام، وبذلك تكون قد اعتدت على تاريخها الطويل في رسم قوانين تتصل بحقوق الإنسان، وإما أن تترك الحبل على غاربه، وبذلك تعرّض ثقافتها وحضارتها إلى الانهيار عبر تسلل ثقافة الإرهاب إلى شوارعها ومحطات قطاراتها وأنفاقها والمطارات. مسلمو أوروبا، قلقين أيما قلق.. يلاحظ ذلك عند المقيمين والمهاجرين، وهذا القلق مسكوت عنه، خصوصاً في الأحياء التي يتجمع فيها المسلمون، كما في فرنسا، فهؤلاء بمواجهة مشكلة مزدوجة، فإما أن يتصادموا مع الإسلام السياسي، وليس مستبعداً أن يقود مثل هذا التصادم إلى حرب زواريب ما بينهم وتلك المجموعات، وإما أن يحيدوا بأنفسهم ويتركوا مصائرهم لقوى ظلامية تبتزهم بوجودهم كما تبتز الغرب بقوانينه وثقافته وحضارته. هذه المسألة، يمكن وضع عنوان لها، والعنوان هو: “الانفجار المؤجل”. هو الأمر كذلك، فمجرد المرور بشارع زون آلي، المسمى بـ “شارع العرب” في برلين، يمكن ملاحظة ذلك الاحتقان الذي يجد تعبيراته في مظاهر لابد ستقود إلى الانفجار، فعرب هذا الشارع عربين، أولهما للتكفير والتحرش الجنسي وإزعاج المارّة وانتهاك كل القوانين، وثانيهما شارع صامت يبتلع جرحه ويؤجل الاصطدام. تلك هي الحقيقة صعبة القبول، ولكنها هي الحقيقة.

  • هل ثمة من طريق لخلاص مسلمي أوربا من مصير هو المجهول؟

سؤال مطروح على المسلمين، كل المسلمين في أوربا. الفأس قد تكون قريبة من الرأس. بل قريبة أكثر مما يظن الكثير. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى