fbpx

"الطرف الصناعي" حلم مصابي غزة المبتورة أقدامهم

غزة – خاص لـ مرصد “مينا” أفرزت مسيرات العودة وكسر الحصار التي بدأها الفلسطينيون في قطاع غزة نهاية آذار/ مارس الماضي، عدد إضافي جديد من مبتوري الأطراف في قطاع غزة، فرصاص الجيش الإسرائيلي المتفجر الذي واجه به ذلك الجيش الشباب المشاركين في المسيرات السلمية أدى إلى فقدان 70 فلسطينياً لأطرافهم. وأصبح حلم الكثير من أولئك المصابين هو الحصول على الأطراف الصناعية لتمكنهم من ممارسة حياتهم السابقة قدر المستطاع وبدون مساعدة أحد، وينتظر العشرات منهم أن يأتي دورهم في الحصول على الطرف الصناعي من مركز الأطراف الصناعية الوحيد في قطاع غزة والذي يتبع لبلدية غزة. وحاول الأطباء في مستشفيات غزة وبتعليمات من وزارة الصحة إلى تجنب حالات بتر الأطراف، وإعطاء فرصة لأجسام المصابين لمحاولة شفاء جروحهم، وهو ما قلص عدد حالات بتر أطراف المصابين إلى 70 مصاباً من أصل 23 ألف فلسطيني أصيبوا في مسيرات العودة وكسر الحصار نصفهم تقريباً دخلوا المستشفيات بجراح مختلفة.

حلمي طرف صناعي

“أصبح كل حلمي الآن أن أعود للمشي ولو على أقدام صناعية، فنظرات الأصدقاء لي تغيرت بعد أن فقدت قدماي بسبب قناص إسرائيلي أطلقت باتجاهي رصاصة متفجرة، لا لشيء إلا لأنني شاركت كما أبناء شعبي في مسيرات العودة وكسر الحصار يوم 14 مايو (أيار) الماضي”، بهذه الكلمات عبر المصاب عبد الله قاسم 17 عاماً عن أمنيته في الحصول على أطراف صناعية تعوضه عن أطرافه التي بترت بعد إصابته منتصف مايو الماضي. ويضيف قاسم لمرصد “مينا”: “أنتظر إجراء عملية جراحية أخيرة في قدماي قبل أن أذهب إلى مركز الأطراف الصناعية في مدينة غزة، لتركيب طرفين صناعيين، أستطيع من خلالهما المشي من جديد”، مشيراً إلى أن الكثير من أصدقائه وطلاب مدرسته يرمقونه بنظرات فيها نوع من الشفقة عندما يشاهدونه يسير على كرسي متحرك، وهو ما فاقم من تدهور حالته النفسية. وأوضح أن إصابته حرمته من ممارسة هوايته وفي مقدمتها كرة القدم والسباحة، منوهاً إلى أنه يشعر بالألم والحسرة عندما يشاهد فريق الكرة في مدرسته يلعبون الكرة، أو يشاهد مباراة على التلفاز.

حالة نفسية سيئة

أما والد المصاب “إبراهيم صيام” والذي تحديث لمرصد “مينا” عوضاً عن ابنه الذي يعيش حالة نفسية سيئة بعد أن بترت قدمه جراء إصابته برصاصة متفجرة، يقول: “في 24 أغسطس (آب) الماضي، شارك ابني إبراهيم 20 عاماً في مسيرة العودة شرق مدينة رفح، وأصيب بعيار ناري في كاحل القدم، وأثناء محاولته الانسحاب من مكانه أطلق القناص الإسرائيلي عليه رصاصة أخرى في الفخذ أدت إلى قطع شريان الدم الرئيسي”. ويضيف: “حاول الأطباء إيصال الشريان من جديد ولكن دون جدوى، فأصيب كاحل القدم بالتعفن، ورغم محاولات حثيثة لإخراجه للعلاج خارج قطاع غزة إلا أن إسرائيل كانت ترفض تحويله إلى العلاج في الضفة الغربية أو إسرائيل، وجراء ذلك الرفض اضطر الأطباء لبتر القدم بعد 58 يوماً من الإصابة. وشدد “والد إبراهيم” على أن الحالة النفسية التي يعيش بها ولده بعد بتر قدمه، أدخلته في نوع من العزلة عن المحيطين به، وأصبح حلمه الآن تركيب طرف صناعي عله يستطيع المشي مجدداً على قدميه بدون مساعدة أحد، لافتاً إلى أنه ينتظر تعافي جرحه تماماً، ومن ثم يصطحبه إلى مركز الأطراف الصناعية في مدينة غزة لتركيب طرفه له. وكمساعدة عاجلة لمن بترت أطرافهم وصل بداية شهر تشرين أول /أكتوبر الجاري، الطبيب الأيسلندي “سفين هاوكسون” إلى قطاع غزة، حاملاً معه 10 حقائب كبيرة تحتوي على أدوات خاصة بالأطراف الصناعية والتي ستقدم لعشرات المصابين في مسيرات العودة.

مركز وحيد للأطراف في غزة

من جانبه، أكد مدير مركز الأطراف الصناعية في مدينة غزة “محمد دويمة” لمرصد “مينا” أن المركز يقدم خدماته لأكثر من 100 شخص مبتوري الأطراف يستفيدون من الخدمات التي يقدمونها، بالإضافة إلى 1800 حالة سنوياً تستفيد من الأجهزة التقويمية التي يحتاج المصابون بحالات بتر، والتي تختلف من مصاب لآخر. وبين أن المركز الذي يحتوي على 11 أخصائياً في تصنيع الأطراف الصناعية إلى جانب 7 فنيين يقومون بدراسة ومتابعة كل حالة بمفردها ويصممون الطرف أو الجهاز التقويمي الخاص بالحالة، مروراً بمراحل تركيب الطرف وتدريب المصاب على كيفية استخدامه من خلال جلسات العلاج الطبيعي التي تقدم لهم. وأشار إلى أن مركزه الوحيد في قطاع غزة للأطراف الصناعية قدم خدماته لأكثر من 3500 شخص يعاني من البتر، منذ تأسيسه عام 1976، موضحاً أن الصليب الأحمر الدولي بدأ بمساعدة المركز منذ عام 2007، في توفير المواد الخام اللازمة لصناعة الأطراف منذ عام 2007. ونوه إلى أن الرعاية التي تقدم للمصابين تتراوح بين الرعاية القبلية واللاحقة، وعمل تقويم مستمر للطرف الصناعي الذي يستخدمه المصاب، مشدداً على أن الحالات الجديدة من حالات البتر جاءت بفعل الرصاص المتفجر الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي في قمع المتظاهرين على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وشكلت أعداد جرحى مسيرات العودة وكسر الحصار، وخاصةً أولئك المبتورة أقدام أو أياديهم تحدياً جديداً لمركز الأطراف الصناعية الوحيد في قطاع غزة، فيما يأمل اهالي القطاع من أن يكون المشفى الخاص للأطراف الصناعية (قيد الإنشاء والمقرر أن يبدأ العمل العام القادم) في تخفيف العبء عن مركز الأطراف وتقديم خدمة علاجية متقدمة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلاميمينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى