fbpx

يد الحريري إلى يد بوتين لمعالجة العلاقة اللبنانية – السورية

عاد تأليف الحكومة اللبنانية إلى عنق الزجاجة في الأيام القليلة الماضية، بعدما تراجع بعض الفرقاء، لا سيما ;laquoالتيار الوطني الحر;raquo;، عن تفاهمات توصل إليها الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري مع رئيس التيار الوزير جبران باسيل، على أن تكون حصة ;laquoالتيار;raquo; ورئيس الجمهورية ميشال عون 10 وزراء في الحكومة الثلاثينية. وأكدت مصادر ;laquoالتيار;raquo; أن ما نشر عن موافقته على أن تكون حصته 10 وزراء غير دقيق.
وقالت مصادر نيابية مسيحية في تصريحات نقلتها صحيفة “الحياة” اللندنية، أن الخلاف على الحصص بين ;laquoالتيار الوطني الحر;raquo; وحزب ;laquoالقوات اللبنانية;raquo; احتدم في الأيام الأخيرة، بعد رفض باسيل إسناد إحدى الوزارات السيادية إلى ;laquoالقوات;raquo; (الدفاع)، والتي كان الرئيس عون وافق عليها وأحال المفاوض عنها وزير الإعلام ملحم الرياشي إلى الحريري الذي وافق أيضاً.
وذكرت المصادر أن هذا الخلاف دفع بحلقة قيادية ضيقة في ;laquoالتيار الحر;raquo; إلى مناقشة فكرة استبعاد ;laquoالقوات اللبنانية;raquo; من الحكومة عبر إرضاء الحريري بأن تكون حصته 7 وزراء بدلاً من 6، وبالموافقة على حصول رئيس ;laquoالحزب التقدمي الاشتراكي;raquo; وليد جنبلاط على الوزراء الدروز الثلاثة، وإعطاء وزير لحزب ;laquoالكتائب;raquo; وآخر لـ ;laquo;تيار المردة;raquo; الذي يرأسه النائب السابق سليمان فرنجية، على أن يستأثر ;laquoالتيار الحر;raquo; ببقية الوزراء المسيحيين. وأوضحت المصادر أن بعض قياديي التيار ينوي استكشاف رأي الرئيس عون في الأيام المقبلة، على رغم صعوبة تسويق طرح كهذا في ظل تمسك الحريري بمبادئ في تأليف الحكومة بينها قيام ائتلاف وفاق وطني حكومي لا مجال إلا أن تكون ;laquoالقوات;raquo; جزءاً منه، وكذلك “الحزب الاشتراكي”.
وأكدت مصادر لبنانية أن العقدة الرئيسية أمام ولادة الحكومة التي ستتأخر إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، ما زالت في الخلاف على التمثيل المسيحي.
وقللت المصادر من أهمية تأثير الخلاف على التطبيع مع النظام السوري، على التعثر في ولادة الحكومة، بعدما اعتبر الحريري أن لا حكومة إذا بات هذا الأمر شرطاً يتضمنه بيانها الوزاري المفترض، ورد الأمين العام لـ ;laquo;حزب الله” عليه، داعياً إياه من دون أن يسميه إلى عدم اتخاذ مواقف سيتراجع عنها… هذا فضلاً عن أن الرئيس بري انتقد تصريحات الحريري تلك.
وذكرت المصادر ذاتها، وكذلك أخرى في كتلة ;laquoالمستقبل;raquo; النيابية أن الحريري اختار قناة لمعالجة الأمور المتعلقة بسورية هي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يتابع المبادرة الروسية في شأن عودة النازحين، وكان أول من تلقفها، وأوفد قبل يومين مستشاره جورج شعبان إلى موسكو لمتابعة المستجدات في شأنها. وقالت المصادر ذاتها لـ ;laquoالحياة;raquo; أن الرئاسة الروسية ;laquo;تدرك حساسية الوضع اللبناني ومسألة التطبيع مع النظام في دمشق وتعلم بالتفصيل مدى تأثيرها كعنوان خلافي على الاستقرار اللبناني الذي تحرص على أولويته مثل سائر الدول الكبرى، بالتالي هي ليست مع الضغط على الحريري في هذا الشأن، مهما كانت مواقف الفرقاء الآخرين. وقللت المصادر، استناداً إلى هذه المعطيات، من أهمية ما نقِل عن ضابط روسي أثناء استقباله النائب طلال أرسلان في موسكو أمس من أن عودة النازحين تتطلب تواصلاً بين لبنان وسورية.
وختمت المصادر بالقول أن المعادلة التي تتحكم بموقف موسكو من العلاقة اللبنانية – السورية بناء لتفاهم الحريري مع بوتين، هي ألا تتدخل دمشق في الشأن اللبناني، وأن تتولى الرئاسة الروسية معالجة أي أمر في العلاقة بين البلدين.
وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى