fbpx

ثمة استعصاء على كل من الجبهات

مرصد مينا

استعصاء لاجتثاث حماس، وهو مطلب إسرائيلي، يوازيه استعصاء بمواجهة حماس لوقف إطلاق النار وقطف هدنة مادام الأسرى الإسرائيليين بين أيديهم.

استعصاء تراجع حزب الله عن دخول الحرب وتحت يافطة الإشغال، واستعصاء إسرائيلي بترك حزب الله يتمدد في الجنوب استعداداً لحرب أوسع.

ولكل من الاستعصاءات أثمانها، والسؤال من بمقدوره أن يدفع الثمن، دون نسيان أن الثمن لن يكون بنصف انتصار، وبذات الوقت فليس ثمة في الأفق ما يقول أنه ثمة من سيحصد انتصاراً؟

استعصاء قد يقود إلى استحالات، ومع كل التوقعات فالحرب ستتسع، ومع كل التوقعات فالحرب خاسرة ومخسّرة للجميع وأول الخاسرين ضحايا الحرب الممتدة على طول الجبهات وعرضها، مع التأكيد أن حرب الأسلحة، بمجموع الأسلحة لن تكون بشدّة تلك الحرب التي تحمل عنوان :

ـ المجاعة.

المجاعة في غزة تعززت وفردت بساطها الخالي من الرغيف.

والمجاعة في لبنان لابد ستكون قائمة إذا ما امتدت الحرب، والأخطر أن الحرب إذا ما اتسعت فلابد سيواجه لبنان مازق داخلي كبير، وتعبيره سيكون في عدم التوافق اللبناني إن لم يكن انعدامه، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال مواقف لحلفاء حزب الله كالتيار الوطني الحر، الذي يعارض امتداد الحرب، في حين يجامل نبيه بري حليفه في موقف بالغ الرخاوة من الحرب التي يشتغل على ردها، فيما سيبقى القرار بيد حزب الله الذي لن يتخذ قرار الحرب دون مباركة “الولي” الفقيه”، وهو الولي الذي إن خرج من لبنان فلابد أن يخرج من المنطقة برمتها وصولاً لخروجه من اليمن، وهو خروج سيحول امتداد الحرب دونه، ذلك أن الصيغة الإيرانية قد تتحول إلى هدم المعبد بمن فيه، وهذه نقطة تقاطع ما بين الإيراني والإسرائيلي، فلكل منهما حساباته، وفي الحساب النهائي فالحرب مخرج من أزمة كل منهما، بفارق أن الحرب توحّد المجتمع الإسرائيلي، فيما ستقود الحرب إلى تفكيك لبنان أولاً ومن ثم تفكيك ما يدعى محور المقاومة، مع حساب تغيرات بالموقف الأمريكي تنقله من الرخاوة إلى الصلابة التي تعني دخول الولايات المتحدة الحرب مباشرة، أقله ما بعد التهديدات التي يواجهها مضيق باب المندب الذي يعني السيطرة الإيرانية على طريق القوافل، والذي يعني لي ذراع الولايات المتحدة في المياه الساخنة، وهو ما لن ترتضيه المجموعة الأوربية التي لابد وتشكل مصدر إسناد للولايات المتحدة في أي اشتباك أمريكي إيراني، وبصيغة كهذه، وخارطة على هذا النحو، فالاستعصاء يقود إلى استعصاء، ومجمل تاريخ الحروب التي واجهتها الأمم، لم تكن سوى الخروج من استعصاءات السياسة لتكون الحروب بديلاً عن الموائد.

في لبنان، ثمة من يراها قاب قوسين، ونعني الحرب، وثمة القليل القليل ممن يستبعد وقوعها.

مجمل الحكاية قد تتوقف على

 خطأ في الحساب.

أو .. ربما يتوقف على :

ـ صوابية الحسابات المدمّرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى