fbpx

صراع النفوذ في سوريا.. وعودة داعش عبر الثقب الأسود

العلاقة المتوتر بين القوات الروسية والميليشيات الإيرانية على الأرض السورية ليست جديدة، وسبق أن وصلت للاقتتال قبل عدة أشهر بريف حماة وسقط حينها عشرات القتلى والجرحى، وفق ما أكدته حينها مجلة “دير شبيغل” الألمانية.

وهذه الأيام تؤكد مصادر محلية، أن الصراع الروسي– الإيراني ازداد واصبح يسيطر على المشهد السوري في ظل ركود العمليات العسكرية واقتصارها على تصعيد بري وجوي في الشمال السوري، إذ أن كل طرف يستغل الهدوء العام لتثبيت قوته على الأرض وتوسعة رقعة نفوذه وامتدادها في الطريق للانفراد بالسيطرة على القرار السوري.

لماذا عاد التوتر بقوة بين الروس والإيرانيين

كان لزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لطهران أواخر شباط/ فبراير الماضي، بمثابة موقف من قبل الأسد بتفضيل الإيرانيين على الروس، لا سيما أن الزيارة جاءت وفق ما تقول تقارير صحيفة دون علم الروس وتمت عبر الحرس الثوري الإيراني وبطائراتها التي نقلت رأس النظام لطهران وأعادته لدمشق.

وتقول مصادر إعلامية إن روسيا لم توافق على زيارة الأسد إلى طهران التي لم يتم تنسيقها مع روسيا وهذا أثارها بشدة، إذ فسرت الزيارة على أنها رغبة من الأسد في الحفاظ على التواجد الإيراني في سوريا رغم رفض الروس.

وأشارت إلى أن الانقسام بين روسيا وإيران ليس بالأمر الجديد، خاصة بعدما أدركت موسكو منذ فترة أن طهران تشكِّل خطرًا على مصالحها في الشرق الأوسط، ويمكن أن تجد سوريا نفسها في يوم من الأيام في حالة حرب أخرى بسبب مصالح إيران التي قد تزعزع استقرار المنطقة أكثر، مع انتشار ميليشيات تابعة لها في دول عدة بالمنطقة غير سوريا ، كالعراق ولبنان وحتى اليمن.

ساحة مفتوحة

الصراع بين الطرفين بات ساحة مفتوحة لمليشيات تابعة لكل طرف على الأرض السورية وكان أخرها أمس الجمعة، حيث اندلعت اشتباكات في أكثر من منطقة وفق ما تؤكده مصادر مينا، والتي قالت بإن الاشتباكات جرت بمحافظتي دير الزور وحلب وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من كلا الطرفين.

وبحسب المصادر فأن الاقتتال جاء بعد أن قام حاجز للحرس الثوري الإيراني بإيقاف موكباً للشرطة العسكرية الروسية بمدينة الميادين بريف دير الزورشرقي البلاد، مما نجم عنه تلاسن تحول إلى اشتباكات.

وأسفرت اشتباكات الجانبين عن وقوع قتيلين اثنين في صفوف الحرس الثوري، وجرح أربعة عناصر الروس.

في موازاة ذلك، وقعت اشتباكات أيضاً بين الجانبين في مطار حلب الدولي، الواقع شرقي المدينة، ولم تعرف بعد الخسائر الناجمة عنها.

الاختفاء بالثقب .. ثم إعلان القتل

مع هذه العلاقة المتوترة بين الروس والإيرانيين خرجت خلايا تقول إنها تابعة لتنظيم الدولة” داعش” بشكل مفاجئ وذلك بعد أقل من شهر على إعلان هزيمة التنظيم.

وبدأت الخلايا بخطف أرتال الإيرانيين وقتل عناصره بشكرر متكرر في غضون عدة أيام، وبعد أسابيع قليلة على خطف وقتل عناصر روس، وفي ذات المكان بالبادية السورية بمحافظة دير الزور فيما بات يعرف بـ” الثقب الأسود”.

فخلال الأيام القليلة الماضية اختفت ثلاثة أرتال للميلشيات الإيرانية بمرافقة قوات النظام في “الثقب الأسود” في بادية دير الزور، وأخر هذه الأرتال كان – وفق ما أفادت مصادر مطلعة لمرصد مينا- كان ليلة الخميس الماضي حين فُقد الاتصال مع رتل عسكري من قيادة المنطقة الشرقية يضم ضباطاً وعناصر إيرانيين وبمرافقة قوات النظام.

وأكدت المصادر بأن الرتل كان يضم 10 سيارات تحمل وقود، مشيرة إلى أن عدد عناصر الرتل بين ضابط وعنصر يزيد عن 50 شخصاً، ونوهت إلى أن من بينهم ضباط برتبة لواء.

وبعد هذا الخبر بيوم واحد بدأت تباعاً صفحات موالية للنظام تنشر اخباراً عن هذا الرتل المختفي، واعترفت بمقتل 17 عنصراً للنظام، في حين لم تذكر اعداد القتلى الإيرانيين والذي من المتوقع أنه يفوق الـ 30 قتيلاً.

وكانت قد وقعت القوات الروسية بمرافقة قوات للنظام في نفس الفخ بـ”الثقب الأسود” نهاية شابط/ فبراير الماضي، واعترفت الخارجية الروسية في آذار/مارس الماضي بمقتل جنود لها في سوريا، في حين لم يعرف عدد قتلى النظام في تلك الهجمات، لكن صفحات النظام نشرت اسماء بعض القتلى من بينهم ضباط في تلك الحادثة.

وتؤكد مصادر مطلعة لمرصد مينا، أن الجامع الوحيد بين استهداف الروس والإيرانيين مع عناصر للنظام هوالمكان نفسه “الثقب الاسود ” والقاتل نفسه وهو تنظيم “داعش” والذي تبنى تلك العمليات.

هذا الجامع بين المكان والقاتل يأتي في وقت تقول بعض التقارير إن النظام بدأ يحرك خلايا داعش، وفقا لأومر كل طرف وتكون النتيجة قتلى في صفوف الروس أو الإيرانيين بالاضافة لقتلى عناصره .

وهو ليس مستبعد – وفق التقارير- عن أسلوب النظام السوري بالتضحية بعناصره في سبيل أرضاء حلفائه والذين باتوا اليوم المسيطرين على الارض والقرار السوري.

في حين تقول تقارير أخرى إن “الخلايا المفترضة لتنظيم داعش متنوعة وتتبع لأوامر كل طرف لقتل الطرف الأخر في الثقب الأسود” وفي غيرها من المناطق في سوريا والتي تخرج فجأة للمشهد لضرب طرف ثم تغيب لتعود لضرب طرف أخر.

انتشار الروس والإيرانيين في سوريا

رغم أن المليشيات الإيرانية تنتشر في عموم المناطق السورية، إلا أنها تتركز بشكل رئيسي في منطقة السيدة زينب جنوب شرق العاصمة دمشق وريف حلب الجنوبي وشرقي محافظة دير الزور لا سيما مدينتي الميادين وابو كمال، فضلاً عن ريف حمص الشرقي.

أما روسيا فتقيم عدة قواعد عسكرية من أهمها قاعدة حميميم باللاذقية، والتي تحتضن طائرات سوخوي وطائرات تجسس وحاملات الدبابات، إلى جانب المدافع وصواريخ أس 400 وغيرها.

كذلك تملك قاعدة في طرطوس وهي القاعدة الروسية البحرية الوحيدة بالمتوسط، وتمثل رمزا لنفوذ موسكو بمنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب قاعدة في تدمر تضم العديد من الجنود والضباط.

لكم وبموجب اتفاقيات بين موسكو والنظام السوري، يحق لروسيا نشر قوات عسكرية خارج القواعد، كما تنشر شرطة عسكرية في بعض المدن التي خرجت منها المعارضة السورية.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى