fbpx

دير الزور.. المدنيون مجرد أرقام وضابط فرنسي "يبق البحصة"‏

دير الزور، المحافظة السورية التي أدمتها كل آلات القتل، ابتداء من النظام وصولا إلى التحالف الدولي مرورا بميليشيات إيران والعراق وتنظيم الدولة ‏وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية، ليس لأبنائيها حظ من الاهتمام الإنساني، لدرجة دفعت ضابطا فرنسيا للتساؤل باستنكار، كم بلدة سورية، ويقصد في ‏محافظة دير الزور، كم بلدة يجب أن ندمر حتى نقضي على ألف عنصر من تنظيم الدولة؟ الضابط الفرنسي الذي “بق البحصة” هو الكولونيل فرانسوا ريجي لوغرييه، شن هجوما لاذعا على أساليب ‏التحالف الذي ‏تقوده واشنطن لهزيمة التنظيم في آخر معاقله في هجين‎.‎ وقال لو غريبه الذي يتولى مسؤولية توجيه المدفعية الفرنسية التي تدعم جماعات يقودها ‏الأكراد في سوريا منذ تشرين الأول ‏الماضي، إن “التحالف ركز على الحد من الأخطار التي تواجهه وأدى هذا إلى ‏زيادة كبيرة في عدد القتلى من المدنيين ‏ومستويات الدمار‎”.‎ وكتب لوغرييه في مقال في مجلة “ريفيو ديفانس ناسيونال” الفرنسية: “نعم كسبنا معركة هجين على الأقل على الأرض، ‏‏ولكننا نطيل أمد الصراع دون داع، من خلال رفض الاشتباك البري، ومن ثم نساهم في زيادة عدد الضحايا بين السكان‎”.‎‏ ‏مضيفا:: “دمرنا بشكل هائل البنية الأساسية وأعطينا الناس صورة مقيتة لما قد تكون عليه عملية تحرير بلد على الطراز ‏‏الغربي مخلفين وراءنا بذور ظهور وشيك لعدو جديد‎”.‎ الضابط الفرنسي أكد أنه كان بإمكان التحالف القضاء على المقاتلين المتشددين الذين لا يتجاوز عددهم ألفي مقاتل، ‏ويفتقرون ‏إلى الغطاء الجوي أو العتاد التكنولوجي الحديث، بشكل أسرع وأكثر كفاءة بكثير من خلال إرسال ألف جندي ‏فقط‎.‎ وتساءل لوغرييه، “كم بلدة ينبغي أن يحدث فيها ما حدث في هجين كي ندرك أننا نسلك المسار الخطأ”؟ وفرنسا أحد الحلفاء الرئيسيين في المعركة التي يخوضها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة ‏في ‏سوريا والعراق، وتستخدم باريس طائراتها الحربية في قصف أهداف المسلحين كما تدعم مدفعيتها الثقيلة “قوات ‏سوريا ‏الديمقراطية”، كما توجد لها قوات خاصة على الأرض‎.‎ وقال متحدث باسم الجيش الفرنسي في رسالة نصية “ندرس حاليا فرض عقوبة على لوغرييه‎”.‎ وحذفت “ريفيو ديفانس ناسيونال” مقالة لوغرييه من موقعها الإلكتروني.‏‎.‎ ما ذكره الضابط الفرنسي عن الطريقة التدميرية التي يتم انتهاجها في دير الزور، تزامن مع ما أعلنته منظمة حقوقية في العراق، من أن حصيلة الضحايا ‏المدنيين الذين سقطوا من جراء قصف التحالف الدولي على العراق وسوريا خلال السنوات الأربع الماضية، بلغ نحو 20 ألف شخص.‏ وأبدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق قلقها من “وجود تقارير دولية رسمية تتحدث عن وصول عدد الضحايا في العراق وسوريا إلى 20 ‏ألفاً بين قتيل وجريح”.‏ وكان التحالف الدولي قد أعلن نهاية العام الماضي إن عدد المدنيين الذين سقطوا من جراء ضربات جوية شنها في سوريا والعراق منذ بداية عملياته ضد ‏تنظيم داعش، بلغ نحو 1140 مدنياً.‏ في حين أكد علي البياتي عضو المفوضية الحقوقية العراقية، أن الأعداد الحقيقية لضحايا القصف الجوي الذي نفذه التحالف الدولي خلال السنوات الأربع ‏الماضية، “بلغ ما يقارب 11800 مدني ، منهم 2300 طفل و1130 امرأة، بالإضافة إلى 8 آلاف جريح جراء قصف”.‏ وأوضح أن هذه الأعداد “أكثر بكثير وتختلف جذرياً عن الأعداد الرسمية المنشورة من قبل التحالف، والذي أعلن عنها رسمياً وهي ألف و140 مدنياً”.‏ المدنيون في محافظة دير الزور، الذين تحولوا لمجرد ارقام في إحصائيات القتلى والمهجرين والمفقودين، مازالوا بانتظار أن تحسم أطراف الصراع ‏معاركها وصفقاتها حتى يعود من تبقى منهم على قيد الأمل فضلا عن أن يكون على قيد الحياة، فبينما تعلن قسد يوما بعد يوم أن ان أمتارا قليلة باتت ‏تفصل بينهم وبين إنهاء وجود تنظيم الدولة، تطالعنا الأخبار أن التنظيم شن هجوما على حقل الازرق الخاضع لسيطرة قسد، وكأنهم أشباح تتحرك، بينما ‏تعجز كل هذه القوى عن إخراج من تبقى من المدنيين في المناطق المحاصرة إلى مناطق آمنة”‏ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى