fbpx

تسريب خاص لـ"مينا" يكشف تحركات حزب الله الوهمية بسورية ومخططاته

ما زال حزب الله ربيب إيران، يبتكر الحيل، الواحدة تلوى الأخرى لتحقيق أطماعه في سورية، التي لم ينسحب ولن ينسحب منها بالصورة المطروحة، ووفق التسريبات، فإن الميليشيا اللبنانية تتمدد جغرافياً وثقافياً باحثاً عن قاعدة شعبية تحمل أهدافه وتدافع عنها.

من داخل أروقة إدارة المخابرات العامة في العاصمة السورية- دمشق، حصل “مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” على معلومات حصرية وتسريبات، حول عن تحركات حزب الله الوهمية وأطماعه في سورية، والتي تتم تحت إشراف وإرداة رؤوس النظام السوري.

لعبة انسحاب وهمي

تواردت أنباء في أيار الماضي تفيد بأن الحزب فكك قواعده على الحدود السورية اللبنانية، وانسحب من سورية طوعاً، قبل أن يُضطر للانسحاب منها مكرهاً، سبق ذلك خطاباً لرأس المليشيا الدينية الشيعية “حسن نصر الله” في ذكرى تصفية القيادي المؤثر في الحزب “مصطفى بدر الدين”.

تزامن خطاب الزعيم المليشياوي مع طلب “ترامب” من وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” خلال لقاء جمعهما في العاصمة الأمريكية واشنطن “بضرورة أن تكبح روسيا جماح إيران ووكلائها، ونظام الأسد”.

وأكد مصدرنا الخاص، أن الحزب انسحب وهمياً وما زال موجود في الواقع؛ فقد أجرى “حزب الله” لعبة خداع أمنية من خلال التظاهر بالإنسحاب من سوريا، حيث أرسل قوافل العربات و الشاحنات الفارغة من سوريا إلى لبنان مع عدد من العناصر الراغبين في زيارة أهاليهم، و جرى تصوير تلك القوافل على أنها إنسحابات من الأراضي السورية.

إلا أن الحزب- وبالإشتراك مع النظام السوري- أخرج من سورية عشرات المقطورات المدنية المستأجرة التي رفعت أعلام و رايات حزب الله مع عدد من آلياته العسكرية، ثم عادوا إلى داخل الأراضي السورية على عدة دفعات من بوابات حدودية أخرى.

يسعى الحزب حالياً إلى تمويه وإخفاء وجود مقاتليه في سوريا، من خلال عدم رفع أعلام على مقراتهم وعدم إظهارها إضافة لتغيير زيهم الرسمي – كما هو حال عناصر حزب الله في الجولان الذين يرتدون زي قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية السورية – لباس لون أخضر.

ويعمل الحزب الآن على تبديل مواقعه العسكرية، وعناصره للحفاظ على توازنه واستقراره على الأرض تحسباً لما هو أصعب، فهو يعلم تماماً أنه على أبواب حرب مصيرية.

وقال مصدر مرصد مينا الخاص: الأسباب التي دفعت الحزب إلى تغيير مواقعه و تبديل عناصره هي؛ عملية تبديل المواقع القتالية ومواقع انتشار القوات، إحدى التكتيكات العسكرية لحزب الله، حيث يلجأ الحزب إلى تغيير مناطق الإنتشار والتمركز بشكل دوري أو كلما دعت الحاجة لذلك.

والتقارير الأمنية في شعبة المخابرات العسكرية وأجهزة الأمن السورية تؤكد عملية إعادة الانتشارعادة ما تكون دورية بمعدل مرة في العام، وربما مرتين للوحدات والمجموعات الصغيرة، وبمعدل مرتين خلال الشهر الواحد للعربات التي تحمل قواعد صاروخية.

وشرح مصدرنا الخاص، في التقاريرالأمنية التي يكتبها ضباط المخابرات العسكرية إلى القيادة السورية من خلال عملية التحقق والتواصل مع قادة حزب الله، يؤكد فيها قادة حزب الله أن عملية التبديل وإعادة الإنتشار لتخفيف الضغط على مقاتليهم المتعبين من القتال وإعطاءهم استراحة محارب، كنقل العناصر المنتشرين على جبهة قتال متوترة إلى منطقة مستقرة لا تشهد معارك، و العكس.

معظم المناطق التي ينتشر فيها عناصر حزب الله و قواعده تحوي على عشرات العملاء التابعين لأجهزة استخبارات خارجية تستهدف حزب الله مثل عملاء لأميركا أو روسيا وإسرائيل ودول اخرى، ونتيجة لكثرة الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حزب الله كان لا بد من تغيير المواقع للتضليل والتمويه.

بعض التقارير التي رفعها ضباط شعبة الأمن العسكري مثل تقرير “رئيس وحدة الإستطلاع في فرع حلب العسكري في شعبة المخابرات العسكرية” يقول:” إن أحد أبرز الأسباب التي دفعت عناصر حزب الله من تغيير نقاط تمركزهم هي تخوفهم من الروس وعملاءهم الذين يزودون الطيران الإسرائيلي بإحداثيات تمركز قوات حزب الله”.

كثرة الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع حزب الله دمرت العديد من مواقعهم وتحصيناتهم وأصبحت بحاجة لترميم، و لم تعد صالحة للتمركز فضلاً عن أنها أصبحت مواقع مكشوفة ومفضوحة.

استراتيجية الحزب في سوريا

تتجلى سياسية حزب الله في سوريا ضمن عدة نقاط؛ الحفاظ على مناطق نفوذه وسيطرته وعلى المكتسبات العسكرية التي حققها على الأرض.

إعادة انتشار والتمركز للكافة المجموعاته المقاتلة، والمستودعات،الأليات والأسلحة والعناصر، وكافة المقرات الأمنية والعسكرية وحتى المكاتب السياسية التابعة له، بشكل يؤمن حماية العناصر والمعدات، وإعادة الانتشار والتمركز تشمل كافة الأراضي السورية.

التجهيز والتحصين الهندسي لكافة مواقعه، كالخطوط الدفاعية، والمناطق العسكرية،والمستودعات، إضافة لتعبئة المقاتلين ورفع جاهزية العناصر واستكمالها بالعتاد والسلاح والعناصر.

تهيئة البيئة الحاضنة له وتكريس وجوده ونفوذه، و مواصلة عملية تشيع المناطق واستقطاب وتجنيد الشباب لتعويض خسارته آلاف المقاتلين والعناصر والقوى البشرية.

وأخيراً وهي النقطة الأهم والأكثر استراتيجية؛ تمتين العلاقات مع الفرقة الرابعة وتيار ماهر الأسد- هذا بدعم وتوجيه من إيران بشكل مباشر- ليتمكنوا من الحصول على دعم أمني و امتيازات أخرى في سوريا- كحصولهم على موافقة الفرقة الرابعة في تحركات الأرتال أثناء تنقلها من مدينة لأخرى، أو التمركز داخل بناء تابع لإحدى مؤسسات الدولة أو الجيش.

نشاط حزب الله لغاية شهرين حزيران الفائت 2019

أهم الإجراءات التي قام بها منذ تواجده في سورية ولغاة شهر حزيران الماضي، التي من شأنها أن تقوي مراكزه وقواعد وجوده على الأراضي السورية.

عمد قادة الحزب على تجهيز مقرات قواتهم المنتشرة في القلمون السوري، فأقاموا فيها تحصينات هندسية، وبدأت منذ أن سيطر حزب الله على منطقة القلمون، بعد أن قام بتهجير أهالي المنطقة والأستيلاء على ممتلكاتهم وأراضيهم.

وخلال العام الماضي، تمكن الحزب من تطوير وتوسيع شبكات الأنفاق التي كانت يستخدمها تنظيمي النصرة وداعش، أثناء سيطرتهما على المنطقة، وانشأ شبكة أخرى من الخنادق و المتاريس الحصينة، التي تمكنه من تقوية دفاعاته، إضافة لتأسس عشرات الملاجئ والمستودعات الموزعة بين الأبنية السكنية أو في جرود الجبال و الكهوف المحيطة.

في بداية شهر أيار الماضي، بدأ عناصر الحزب بنقل بعض مستودعاتهم المنتشرة في محافظات حلب، وحمص، وريف دمشق إلى منطقة القلمون التي يعتبر أكثر أمناً وحصانةً من بقية المدن الأخرى، بسبب التحصينات القوية والمنطقة الجبلية الوعرة التي تحوي على عدد كبير من الكهوف والشقوق الجبلية، إضافة لكونها قريبة من لبنان مقر الحزب الأقوى، حيث ينعدم فيها الوجود العسكري الروسي.

خلال الشهرين الماضيين، استقبل حزب الله والميليشيات الموالية لإيران مئات المقاتلين القادمين إلى سوريا من العراق ومن لبنان.

– فقادة الحزب على قناعة بأنهم مقبلين على حرب، وأنه سيجري استهدافهم ومحاربتهم وسيتم طردهم من سوريا، إلا أن الحزب و مقاتليه مصرين على البقاء و السيطرة والحفاظ على مكتسباتهم ويعمل حزب الله حالياً على هذا الأساس.

مناطق تمركزه الأساسية

يتركز حالياً انتشار قواعد ومجموعات حزب الله في سوريا في أربعة مناطق؛ منطقة القلمون “غرب سوريا” 40% من أجمالي قوات الحزب.

منطقة الجولان “جنوب غرب سوريا” 40% من أجمالي قوات الحزب، منطقة التنف والبوكمال “جنوب شرق سوريا” 10% من أجمالي قوات الحزب، منطقة المسلمية في ريف حلب “شمال غرب سوريا” 10% من أجمالي قوات الحزب.

وينحصر وجود المليشيا الشيعية في بقية المناطق بشكل مكاتب، وجمعيات خيرية، ومجموعات صغيرة في مدن وبلدات أخرى” مثل بلدة السيدة زينب بريف دمشق، وعين علي بريف ديرالزور، وبمحافظات حلب وااللاذقية وطرطوس وحمص” وهذه إما مكاتب دعوية وإعلامية أو مكاتب انتساب وتطويع أو جمعيات خيرية “ذات نشاط استخباري” أو مستودعات لتخزين السلاح “بين الأحياء السكنية الموالية له”.

في القلمون

فعلياً يسيطر حزب الله على كافة سلسلة جبال القلمون، والتي تقسم إلى قسمين “القلمون الشرقي والقلمون الغربي”، إلا أن تمركز انتشار وكثافة مقاتلي حزب الله في منطقة القلمون الغربي، حيث مكاتبهم ومقراتهم الرسمية إضافة للمعسكرات وتنتشرحواجز نقاط سيطرة وتفتيش على كافة مداخل المدن و البلدات.

وتخضع هذه البلدات بالكامل لسيطرت حزب الله مع وجود شكلي ومحدود لسلطات النظام السوري، مثل مخافر الشرطة و بعض الدوائر الخدمية وأكبر مثال على ذلك مدينة الزبداني.

فخلاصة القول أن وضع القلمون يشبه وضع سيطرة الإدارة الذاتية الكردية على منطقة الحسكة وريفها، حيث الحكم والإدارة الفعلية للإدارة الذاتية الكردية وليست للنظام السوري.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى