fbpx

الفيتو ومعناه “أنا أمنع”، ولكن تمنع ماذا؟

مرصد مينا

كان الفيتو بالنسبة للسوريين يعني فيما يعنيه إطلاق يد النظام في مجزرة متكررة لم تتوقف طيلة عقد من الزمن، حملت يما حملت استخدام السلاح الكيماوي، وتبعها تهجير نصف السوريين ممن بقي على قيد الحياة ويزيد عن مليون ما قبل الفرار، وكان الصوت الروسي يعني “الفيتو” وإن باللغة الروسية، وهذه هي الولايات المتحدة تطلق “الفيتو” لإطلاق يد الجيش الإسرائيلي للتقتيل والتنكيل في مجازر بشرية تكفي ليتحوّل القتل إلى شريعة محببة، مضمونة النتائج تتجاوز في قهرها القتل نفسه، وهذا هو عالم اليوم، وها هي المؤسسة الدولية التي زرعت ما بعد الحرب العالمية الثانية لتوطّد سلطة القوّة فيما كان شعارها إطلاق العدالة وصيانة العدالة الدولية التي باتت لا تعني سوى نقيضها، فوقائع حرب غزة ستقول وبالفم الملآن ان هذا العالم
أكثر شناعة وبشاعة من أية مقبرة.

وبالنتيجة ما الذي يعنيه الفيتو الأمريكي؟

يعني استمرار القتل واستمرائه، والقتل هنا لايطال “حماس” لا بقياداتها ولا بكوادرها، فهو لم يطل سوى السكّان المدنيين وقد باتوا مجرد ضحية لحرب لم يختاروا لا أهدافها ولا توقيتها، وحتماً لن يختاروا أن يتحوّلوا إلى ضحاياها، فما الذي يبحث عنه الإسرائيلي بالشراكة مع الأمريكاني؟

بات واضح ان هدف الحرب ويتلوها الفيتو، هو اقتلاع السكّان إلى “اللامكان”، فلا مصر ستتقبل نزوح الغزاويين إلى سيناء حيث “الوطن اللابديل”، ولا “الأردن” سيفتح ذراعيه لاحتضان من بات بلا “خيمة أخيرة”، وبالنتيجة تحوّلت المسألة إلى إبادة جماعية ليس بالمعنى المجازي ولكن بالحقائق التي تصوّرها المقابر الجماعية وعلى مرأى العالم كل العالم، وهو عالم لم يسبق أن تحسس الظلم كما تحسسه مع هذه الحرب فاجتاحت التظاهرات العالم كل العالم، وهي تظاهرات لم يهتّز لها لا وجدان الحكومات الغربية ولا ومؤسساته الراعية، ما يعني خيبة الديمقراطيات الغربية وانحطاط قيمها، وهي القيم التي تتساقط لحظة بعد أخرى ونموذجها الأكثر وضوحاً وعلانية هو النموذج الألماني حيث ذهب اولاف شولتز لارتداء “الكيبا” اليهودية في مزاد التنافس على استرضاء الإسرائيليين، كما لو انه سيغسل أيدي أجداده من دمائهم بدماء الفلسطينيين.

حدث غزة لابد سيعيد النظر بالديمقراطيات الغربية حصراً، أما عن الديمقراطية الأمريكية فمعهودة ومختَبرة بدءاً من مساواة الزنوج بالكلاب وصولاً إلى مجازر بغداد، وبطبيعة الحال مروراً بمتحف فروات رؤوس الهنود الحمر الذين كانوا اول مختبر للسلاح الأمريكي ووحشية اليانكي الأبيض.

مع وقائع غزة يُعلِن العالم انه:
ـ بالغ الوضاعة.
قوانين الغاب بالقطع أكثر شرفاً من عالم يدعى عالم:
ـ الفيتو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى