fbpx
أخر الأخبار

لو سئل الجولانيون “هل تعودون إلى حضن النظام”؟ ما الاجابة

يحكون عن مفاوضات سلام “تحت الطاولة” مابين إسرائيل والحكومة السورية، والمؤكد أن الإدارة الروسية تشتغل على هذا الملف، وبالتزامن تحدث صفقة تبادل أسرى:

ـ أسيرين سوريين من بلدة الغجر السورية، مقابل فتاة إسرائيلية ضلّت طريقها إلى القنيطرة وتحوّلت إلى سجون النظام.

السؤال الملفت:

ـ لو طلب من الأسيرين السوريين المفرج عنهما العودة إلى “حضن النظام”، هل يقبلا بالعودة إلى سوريا؟

على الغالب ستكون الإجابة “لا”.

وعلى الغالب، لو حدث واستعاد النظام الجولان، حربًا أو سلمًا، فلن يقبل الجولانيون بالعودة إلى “سيادة النظام” وهذا ليس استخلاص مغامر، فالجولانيون سيتقبلون الاحتلال الإسرائيلي ربما ألف مرة قبل قبولهم بالعودة إلى “حضن الأسد”، فعلى بشاعة الاحتلال شاهدنا ذات يوم الجولانيون وهم يرشقون بالأحذية شيمون بيريز في قرية مجدل شمس، دون أن تتحرك قوات “الشين بيت” وتزجهم في السجون، وكان بالوسع تصوّر ذلك لو حدث في بلد مثل سوريا، حيث ما من مواطن إلا معتقل أو مهدد بالاعتقال، خائن أو مخوّن.

السؤال نفسه ينطبق على حزب االله، مع افتراض أنه وبنصره الإلهي، حرر القدس، واجتاح فلسطين كل فلسطين.

ماذا بعد ذلك؟

ليحوّلها إلى الضاحية أو إلى غزة؟

ليخرجها من وطأة الاحتلال إلى الزنازين المظلمة والموت غرقًا تحت وابل مشاعر الاختناق؟

الجولانيون يعرفون بأنه لانتائج لمفاوضات سلام، وربما يكون الجولانيون من أكثر الناس تمسكًا بهويتهم السورية، ولكنهم يتساءلون:

ـ أي سوريا هذه؟

تحت وطأة الاحتلال وتعسفه، منتجاتهم تصل الأسواق الأوربية، وتحت وطأة الاحتلال طلبتهم يدرسون في أرقى الجامعات، وتحت وطأة الاحتلال متاح لهم حرية “رشق شيمون بيريز بالحذاء”.

ماذا لو تحرروا من الاحتلال وعادوا إلى “حضن” الوطن؟

لندع المجاعة جانبًا، ولندع تخلف التعليم والصحة وجوقة الإعلام جانبًا، لنتوقف فقط امام ما اعتادوا عليه منذ 1967 الى اليوم:

أبسط  ما اعتادوا عليه :”الرفض”.

رفض الهوية الإسرائيلية.

رفض الخدمة في جيش الاحتلال.

رفض سياسات إسرائيلية سواء سياسات الليكود أو سياسات العمل.

ما الذي بوسعهم رفضه من سياسات النظام وقد اعتادوا “الرفض”.

مؤكد أن “لا” إله إلاّ الله مغامرة مادامت تتضمن “لا”.

مؤكد أن رفض “عكال” رئيس جمعية فلاحية يوزع الأعلاف على اغنامه ومحازبيه كاف ليزجهم في الغياب، فثمة ضابط من ضباط الاستخبارات السورية يتباهى بالقول:

ـ يكفينا فخرًا أنه لو همس جولاني لجولاني بكلمة تنتقد النظام لتلفت حوله من الخوف.

الجماعة في إسرائيل تجاوزوا الخوف، وقد بات الخوف من الحكومة الإسرائيلية ملغى من لغتهم وسلوكهم، من تظاهراتهم ومن تنظيماتهم، ولكن الخوف من منظومة الحكم في سوريا  مازال يرافقهم إن لم يكن خوفًا على أنفسهم فالخوف كل الخوف على أهلهم في الداخل السوري.. الداخل “المحرر”.

في هكذا حال ليت ثمة مؤسسات دولية تشتغل على استطلاع رأي عام، استطلاع رأي يقتصر على سؤال:

ـ هل تفضل الاحتلال أم العودة إلى “السيادة”، سيادة هذا النظام.

ليت هذا يحدث.

قد تكون النتائج صادمة “اللهم” إذا لم يرتعد الجولاني من تقرير سريع يحقق مقولة ضابط الاستخبارات الذي “يكفيه فخرًا أن الجولانيين مازالوا يرتعدون خوفًا منه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى