fbpx

اللاجئون.. تحت أي كارثة ينامون؟

الذين يعرفون النظام في دمشق عن قرب، يعرفون أن تفريغ البلاد من السكان، كان منذ البداية أحد أهداف النظام ومكاسبه، فلو عدنا إلى شرارة الثورة 2011، لابد وأن نقرّ بما لايقبل التاول او الاستنكار أو الجدل، أن الشباب كانوا مفجري الثورة، وبالنتيجة فلم يكن امام النظام سوى التعامل بالحديد والنار مع الشباب الذي ابتكر أساليب كفاحية تعني فيما تعنيه إسقاط المنظومة الأخلاقية للنظام، ليرتفع صوت الشارع وتسقط مع ارتفاعها هيبة النظام بحرسه القديم والجديد. في هذا الوقت، كان جزءاً من المعارضة يحرّض الشباب على الهجرة وترك البلاد، وتزامن ذلك مع لعبة إقليمية أشد خطورة، فمع بدايات الثورة، ابتدأت تركيا بإشادة مخيمات النازحين، كذا حال الأردن ولبنان، وكلّه تحت مسميات إغاثة الناس. ماحدث لم يكن إغاثة، كان تفريغاً ممنهجاً للبلاد، فالثورات تستدعي الغائب عن البلاد للعودة إلى البلاد للالتحاق بالثورات، أما أن يحدث العكس فذلك هو السؤال الذي يحصد السوريون نتائجه اليوم، فما هي النتائج؟ ـ أية جولة في مخيمات النزوح وبلدان الهجرة، ستعطينا الدليل وراء الدليل بأن كل من هاجر بالأمس بات يطمح اليوم للعودة الى البلد بلا قيد ولا شرط، سوى شرط سلامته الجسدية. ـ أعيد التوزيع الديموغرافي للبلاد بحيث استطاع النظام توطين سكان محل سكان لتحتل المولاة مناطق المحتجين وتسوتلي على ممتلكاتهم. ـ انهارت البنى الأخلاقية والاجتماعية للسكان المهاجرين خصوصاً في المخيمات بما جعل من تجارة الرقيق الأبيض سبيلاً للعيش تحت كابوس الحاجة وقسوة الجوع. ـ تحوّلت المعونات الدولية التي تمنح لمخيمات اللجوء الى تجارة رابحة لسماسرة المعونات وفاسدي المنظمات الدولية. وبالنتيجة منحت البلاد للنظام بعد أن أفرغت من صوت الاحتجاج، وهاهي الآن أصوات ترتفع للتأكيد على استمرار الحالة، بحيث بات مجرد الحديث عن عودة اللاجئين خيانة، مع أن العكس هو الصحيح، أقله سكّان المخيمات الذين لا يموتون بالصقيع وحرائق المخيمات يموتون باليأس وافتقاد الأمل، وخسارة أرزاقهم التي احتلها مستوطنون. إن هذا يدعونا للتساؤل: ـ لمصلحة من استمرار التشبث بفكرة الابقاء على النازحين، نازحين؟ وما العيب في البحث عن وسيلة لإعادة النازحين الى البلاد بالتنسيق مع جهات دولية تحفظ للعادئدن حياتهم؟ اذا كانت الحجة المعلنة تقول بأن النظام سيغدر بالعائدين، فلنضع المجتمع الدولي والنظام تحت الاختبار، أقلّه بعد التجربة القاتلة التي عاشتها مخيمات اللاجئين بعد سبع أو ثمان سنوات من الموت تحت وابل الجوع.. الفقر.. انعدام الرعاية الصحية، وتحويل هؤلاء النازحين إلى أسواق النخاسة في البلدان المضيفة والمثال الوضح مخيمات لبنان. بداية كان التحريض على النزوح، واليوم الدفاع عن ديمومة النزوح. ـ أي مكسب تمنحه هكذا معارضة لهذا النظام؟ هو ذا السؤال وقد باتت عودة اللاجئين بعيدة المنال. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى