fbpx

الحسكة.. مخيم الهول مأساة لا تقل وجعا عن مخيم الركبان

يزداد الوضع السياسي تعقيد في شمال شرق سوريا، وتزداد معه المعاناة الانسانية لقاطني المخيمات من النازحين ‏السوريين في مناطق الحسكة ومعظمهم من محافظة دير الزور، لاسيما في مخيم الهول شرقي الحسكة الذي تديره ” ‏الإدارة الذاتية الكردية ” والخاضع عمليا لسيطرة “الاسايش” من ظروف معيشية وإنسانية صعبة جداً حيث بلغ عدد ‏القاطنين فيه أكثر من 40 ألف شخصاً.‏ الأطفال هم من أكثر الفئات هشاشة وتعرضا للأذى في ظروف المخيمات سواء لجهة انعدام التعليم أو لجهة المناحي ‏الصحية، إذ تم مؤخرا إسعاف أكثر من 25 طفلاً خلال الايام الماضية من المخيم إلى مشافي مدينة الحسكة لتلقي العلاج  ‏نتيجة إصابتهم بأمراض مختلفة ناتجة عن سوء التغذية، كما توفي طفل حديث الولادة نتيجة الظروف الصحية السيئة، ‏وسبق هذه الحوادث وفاة طفلة صغيرة من نازحي دير الزور في مخيم الهول نتيجة البرد القارس، إضافة لوفاة طفلة من ‏نازحي حمص في احتراق مدفأة الكاز بعد احتراق خيمة ذويها‎. ‎ فيما أكدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عبر بيانها الصادر يوم الجمعة 11 كانون الثاني أن 6 أطفال نازحين ‏من ديرالزور وصلوا مع عائلاتهم إلى مخيم الهول وتوفوا بعد وصولهم نتيجة نقص الرعاية الطبية في المخيم‎.‎ المصادر تؤكد أن الأهالي اطلقوا مناشدات للمنظمات الإنسانية والدولية لتحسين أوضاع المخيم الذي يفتقر لأدنى ‏مقومات الحياة، إلا أن ميليشيا الوحدات الكردية حالت دون وصول مساعدات إلى المخيم قبل أشهر، إلا أن منظمة ‏الصحة العالمية تمكنت الخميس الماضي من نقل أكثر من 28 طناً من الإمدادات الطبية والمعدات واللقاحات جواً إلى ‏عموم محافظة الحسكة للاستجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة في شمال شرق سوريا، ولم يتضح بعد إن كانت سلطات ‏الإدارة الذاتية قد أوصلت شيئا من هذه الشحنة إلى المخيمات.‏ وقالت الوكالة الأممية في بيان إن هذه الشحنة هي الثانية التي تقوم المنظمة بنقلها جواً إلى الحسكة هذا الشهر، مشيرة ‏إلى أن أول شحنة تشمل 20 طناً من الإمدادات الطبية تم نقلها جواً إلى المحافظة في 8 كانون الثاني 2019‏‎.‎ وذكرت المنظمة أن شحنة المساعدات تغطي أكثر من (106) آلاف حالة علاج طبي، كما تشمل المواد مجموعات ‏طوارئ طبية وأدوية مضادات حيوية وسوائل عن طريق الوريد ومضادات ربو، وأدوية أخرى للأمراض المزمنة‎.‎ كما تحتوي المعدات على حاضنات وأجهزة تخطيط للقلب، ومولدات وآلات غسيل الكلى، وأجهزة مراقبة وتخدير. ‏بالإضافة إلى نقل (140) ألف لقاح ضد أمراض شلل الأطفال، والسل والكزاز والحصبة والتهاب الكبد‎.‎‏ وقالت ممثلة ‏منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف، إن “مئات الآلاف من السوريين في شمال شرق البلاد في حاجة ماسة ‏إلى خدمات الرعاية الصحية‎”. ‎ وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن شراء الإمدادات تم باستخدام مساهمات سخية من حكومات النرويج، اليابان، ‏والمعونة البريطانية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية‎.‎ معاناة إنسانية بشكل آخر يعيشها الأهالي في محافظة الحسكة وتتمثل في عمليات الاعتقال التي تنفذها الوحدات الكردية ‏بهدف زج الشبان في معسكرات التجنيد الاجبار، دون أن تستثني المعلمين‎.‎‏ وبحسب مراقبين فإن لجنة التربية والتعليم ‏التابعة للإدارة الذاتية قامت بتعيين معلمين من حملة الشهادة الإعدادية، بعد هروب أغلب المعلمين بعد رفع اسماؤهم إلى ‏لجنة الدفاع الذاتي، واستصدار تبليغات بحقهم من أجل الالتحاق بالمعسكرات، ومهددة المتخلفين بالعقوبات والحب على صعيد التحركات العسكرية، المرتبط بتصعيد سياسي بشأن المنطقة الآمنة في الشمال السوري، وصل 600 جندي ‏أمريكي، إلى مطار قاعدتي “خراب عشك” و”صرين” شرقي نهر الفرات في سوريا من أجل ‏المساعدة وتأمين عملية ‏انسحاب الجيش الأمريكي من شمال البلاد‎.‎ وتوزع الجنود الأمريكيون بين القاعدتين اللتين ستستخدمان من أجل عمليات إخلاء الجنود‎.‎ أما القاعدتين الأمريكيتين في رميلان و تل بيدر في محافظة الحسكة، فستستخدم من أجل نقل العتاد الثقيل عبر الجو‎.‎ ويوم الخميس الماضي ذكر مسؤول أمريكي، أن وزارة الدفاع الأمريكية سترسل قوات إضافية إلى سوريا، وأن الهدف ‏‏من ذلك هو تأمين عملية انسحاب القوات الأمريكية من هناك‎. ‎ وفي 19 كانون الأول 2018، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عزمه سحب جنود بلاده من الشمال السوري، ‏‏والبالغ عددهم 2000 جندي‎.‎ في السياق ذاته رفض البنتاغون التعليق بشكل رسمي على الموضوع، غير أن متحدثه، شون روبرتسون، ذكر أن ‏‏‏”عملية انسحاب الجنود الأمريكيين من شمال شرقي سوريا تسير وفق الإطار المعلن‎”. ‎ وأوضح في تصريحات صحفية، أن عملية الانسحاب ستجري بشكل يتناسب مع الظروف في الميدان، وبالتنسيق مع ‏‏حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، مشددًا على أن العملية لن تكون مقيدة بجدول زمني عشوائي‎‏.‏ وسبق وصول الجنود الأمريكيين دخول ما لا يقل عن 250 شاحنة تابعة للتحالف الدولي، ومحملة بالأسلحة والذخائر ‏ومعدات لوجستية دخلت الأراضي السورية يوم الخميس الفائت عبر معبر سيمالكا مع كردستان العراق، وجرى توزيعها ‏على قواعد التحالف الدولي في عين العرب (كوباني) ومطار عين العرب وعين عيسى والرقة وتل تمر وغيرها في كل ‏من حلب والرقة والحسكة‎.‎ الفرنسيون الذين ازداد حضورهم السياسي في ملف شمال شرق سوريا، بعثوا بوفد برلماني  إلى الأراضي السورية عبر ‏معبر سيمالكا قادما من اقليم شمال العراق الى الحدود السورية.‏ وبحسب المصادر فإن مسؤولين في الإدارة الذاتية الكردية، أكدوا أن الهدف من زيارة البرلمانيين هو التعرف والاطلاع ‏عن قرب على تجربة “الإدارة الذاتية”، حيث قاموا بزيارة مخيم “نوروز” في مدينة “المالكية” للاطلاع على أوضاع ‏النازحين، وبعدها توجهوا إلى مدينة القامشلي، من دون أن يزوروا مخيم الهول.‏ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى