fbpx

دعوات فلسطينية لإنهاء دور السفير القطري في الأراضي الفلسطينية

غزة – خاص أثارت تصريحات السفير القطري لدى السلطة الفلسطينية محمد العمادي مساء الرابع عشر من أيار الجاري، والتي لمح ‏فيها إلى مسئولية حركة الجهاد الإسلامي عن جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية غضباً في الشارع ‏الفلسطيني وبعض قواه الحزبية التي طالبت العمادي بالاعتذار، فيما دعت شخصيات سياسية فلسطينية أخرى إلى إنهاء ‏دور العمادي وطرده‎.‎ وقال العمادي في مؤتمره الصحفي الذي عقده للحديث عن الجهود القطرية في التوصل لاتفاق تهدئة بين الفصائل ‏الفلسطينية وإسرائيل في 6 أيار الجاري: “الطرفان الرئيسيان (إسرائيل وحماس) لا يردان الحرب ولكن بسبب إشكالية ‏قام بها فصيل فلسطيني على حدود غزة حدثت جولة التصعيد الأخيرة والتي إن امتدت لساعات لشاهدنا الدمار الكبير ‏والكوارث في قطاع غزة‎”.‎ ويقصد العمادي في قوله عملية القنص التي قام بها قناص فلسطيني يعتقد أنه من الجهاد الإسلامي ضد جنديان إسرائيليان ‏شرق قطاع غزة في 3 مايو الجاري، والتي تبعها جولة تصعيد عسكري امتدت لـ 60 ساعة بين إسرائيل والفصائل ‏الفلسطينية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 30 فلسطيني وإصابة العشرات، ناهيك عن تدمير 100 وحدة سكنية بشكل كلي‎.‎ غضب فلسطيني وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت حالة الغضب التي انتابت الشارع الفلسطيني على تصريحات العمادي، واعتبر ‏الكثيرين أن العمادي بتصريحاته تلك يحمل الفلسطينيين مسئولية التصعيد العسكري الذي بدأ مع قنص الجيش الإسرائيلي ‏لعشرات المتظاهرين على حدود قطاع غزة قبل ساعات من قنص الجنديان الإسرائيليان‎.‎ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، طالب في بيان صادر عنه فجر اليوم الأربعاء، ووصل مرصد “مينا” ‏نسخة عنه العمادي بالاعتذار عن تصريحاته، وأضاف: “العمادي بتصريحاته تلك تجاوز مهمته الانسانية وحاول توزيع ‏شهادات حسن سير وسلوك على الفلسطينيين‎”.‎ وإزاء حالة الغضب التي اجتاحت الشارع الفلسطيني، غادر السفير القطري قطاع غزة على عجل فجر اليوم، عبر معبر ‏إيريز/ بيت حانون شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وذلك بعد تخوفات من تعرضه للاعتداء من قبل الجماهير الفلسطينية ‏الغاضبة في الفندق الذي ينزله به غرب مدينة غزة، علماً أن مهمة السفير القطري كان يفترض بها أن تستمر لفترة أطول ‏من ذلك‎.‎ مطالبات بطرده من جانبه، نعت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض في مقابلة مع مرصد “مينا” السفير ‏القطري بـ”المندوب السامي” وذلك كناية عن دوره السياسي الذي يقوم به من قبل قطر في الأراضي الفلسطينية، مطالباً ‏السلطة الفلسطينية إلى إنهاء دوره وطرده من الأراضي الفلسطينية‎.‎ وقال العوض: “تصريحات العمادي وقحة، برر من خلالها لإسرائيل قتل العشرات من الفلسطينيين خلال المواجهة ‏الأخيرة بداية مايو الجاري، والتي بدأت فعلياً بعد قنص الجيش الإسرائيلي لعشرات الفلسطينيين على الحدود الشرقية ‏لقطاع غزة خلال التظاهرة الأسبوعية‎”.‎ فيما أصدرت إحدى التشكيلات العسكرية لحركة فتح في قطاع غزة والمعروفة باسم “لواء العامودي” بياناً فجر اليوم ‏الأربعاء، اعتبرت فيه التصريحات التي أدلى بها العمادي بأن هدفها ضرب الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، ‏ووصف البيان العمادي بـ”الضال الذي أراد بتصريحاته دس السم في العسل‎”.‎ ورفض لواء العامودي التمادي الذي ساقه العمادي في تصريحاته، مؤكداً أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس ‏لتحرير الأرض ولن يقبل بالإهانة، فالاحتلال هو السبب الرئيس في تجويع وحصار شعبنا الفلسطيني، وهو السبب ‏المطلق في هجرة وتشريد ونكبة الشعب الفلسطيني‎.‎ ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها السفير القطري لانتقاد من قبل الفلسطينيين، فقد تعرض موكبه لهجوم ‏بالحجارة خلال زيارته لقطاع غزة في نوفمبر الماضي، وذلك بسبب تصريحاته التي طالب فيها حركة حماس إلى ضبط ‏المتظاهرين الفلسطينيين ومنعهم من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية، فيما طالبت السلطة الفلسطينية قطر أكثر من مرة ‏وقف دعم حركة حماس مالياً، وإيصال أي دعم لسكان قطاع غزة عبر الحكومة الفلسطينية وليس بشكلٍ مباشر يتم به ‏تجاوز دور السلطة الفلسطينية‎.‎ المال مقابل الهدوء أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بقطاع غزة حسام الدجني طالب وزير الخارجية القطري بإنهاء دور العمادي في ‏الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن الأخير يضر بصورة قطر ودورها ولا يجيد العمل الدبلوماسي، ناهيك عن أنه بات ‏يُشعر الشارع الفلسطيني أنه يشتري الهدوء في قطاع غزة مقابل المال الذي يقدم‎.‎ وأوضح الدجني في مقابلة مع مرصد “مينا” أن تصريحات العمادي حملت نبرة تهديد للفلسطينيين من قبل إسرائيل، وذلك ‏دون أن يشير إلى أن المشكلة هي في إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة وتحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم في الحياة‎.‎ أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل فاعتبر في مقابلة مع مرصد “مينا” أن الدور القطري هو دور ‏تنفيذي في الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن للسفير القطري القيام بذلك الدور دون موافقة إسرائيلية، وتحديداً في جانب ‏الدعم المالي المقدم لقطاع غزة‎.‎ ولفت إلى أن الجهد الذي تقوم به قطر تصاعد في الآونة الأخيرة في ظل التوقعات باقتراب صفقة القرن الأمريكية، ‏والتي بحاجة إلى مبالغ مالية كبيرة، وأكدت واشنطن أن بعض دولة الخليج ستدفع تلك المبالغ، لضمان نجاح تلك الصفقة ‏والتي فعلياً تعني إنهاء القضية الفلسطينية‎.‎ العمادي يبرر السفير القطري وإزاء حالة الغضب الكبيرة التي تسببت بها تصريحاته، أصدر بياناً توضيحياً فجر اليوم الأربعاء، برر ‏فيه بأن تصريحات التي أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي فهمت في غير سياقها ولم يتهم حركة الجهاد الإسلامي بأنه ‏سبب المواجهة الأخيرة‎.‎ وأكد العمادي في بيانه على احترام كافة الفصائل الفلسطينية وتقدير تضحياتها والعلاقة المتميزة التي تربطه بها بما فيها ‏قيادة حركة الجهاد الإسلامي، مضيفاً: “أدعو الذين تسرعوا في التأويل إلى التريث وعدم الاستعجال في تفسير الأمور ‏لأن ما بيننا عبر مسيرة الإعمار والبناء وتخفيف الحصار هو أكبر من اختزاله في تصريح لم أقصد فيه الإساءة لأحد‎”.‎ في النهاية، بقي الدور القطري السياسي والمالي في الأراضي الفلسطينية محل انتقاد وقلق فلسطيني، فقد بلغت الأموال ‏القطرية التي قدمت لقطاع غزة فقط منذ عام 2012، وحتى مايو 2019، قرابة مليار دولار‎.‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى