fbpx

من أجل أطفال سوريا

حالة الأطفال السوريين المهجرين في المخيمات في شمال، وشرق سوريا أو حتى تلك الواقعة في مخيمات لبنان، قد تكون واحدة من أسوأ التجارب الإنسانية بسبب العجز عن انقاذهم من الأجواء الماطرة فقط، وها نحن ندخل في شتاء جديد، ولا يزال التعامل مع المحنة القاسية التي تعصف بهم دون الحد الأدنى المطلوب، والأسباب غالباً هي سياسية، تحول دون إيجاد جسم أو هيكل إداري بعيد عن التجاذبات السياسية، يمكنه الوصول إلى أغلب هؤلاء الأطفال.

فالمال الذي يتسلل لإنقاذ أولئك الأطفال العالقين في زحمة فوضى الحياة، ليس كالمال الذي يمر إلى جيوب أمراء الحرب الذين لا تعنيهم معاناة الأطفال شيئاً، ومسألة الفصل في معاناة الأطفال وذويهم وبين أمراء الحروب تعيدك الى مشهد البحث عن الجلاد وأنت تقف في مواجهة الضحية مقيداً بسلاسل الصمت الذي يفرضه الكبار من أصحاب اللعبة السياسية.

في مخيمات البؤس هذه، نحن أمام حالة من مئات الالاف ممن يواجهون شتاءً جديداً قاسياً لا تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة، فمن الافتقار للألبسة الواقية للبرد، إلى انعدام وسائل التدفئة، ما يجعل من البرد القارس مجرد أسباب إضافية للموت في سوريا، فمن لم يمت متجمداً كما في الأعوام الماضية، سيموت بصمت، نتيجة الأمراض التي يتركها الشتاء قبل رحيله.

لا يوجد وصف لحالة اللاجئ السوري الذي تقطعت به السبل، فكل الطرق مغلقة في وجهه للنجاة. وبينما وجد أطفال الروهينغا وجنوبي السودان، وغيرهم أماكن آمنة، واستقراراً ملحوظاً، يواجه أطفال سوريا المجهول، فلا قصف النظام ولا تهديداته تتوقف، ولا الاقتتال الداخلي انتهى، ولا العبث السياسي والاستغلال للمشهد السوري يريد التنحي جانباً، بما يترك فقط هذه الأزمة تجد من يتكفل بها من الجانب الإنساني فقط، أمام مشهد المخيمات السورية التي باتت من أسوأ المشاهد الإنسانية التي يتكلم فيها العجز وحده، ويصمت البقية.

مطلع القرن الماضي استقبل السوريون لاجئين من الشركس، والأرمن، وفي وسطه استقبلوا لاجئين من اليونان أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم من فلسطين ثم من الباكستان عقب الصراع في الهند، وفي ربعه الأخير استقبلوا لاجئين من لبنان والعراق والصومال وحتى أفغانستان، ولم ينصبوا خياماً لأولئك اللاجئين بل استضافوهم في بيوتهم وقلوبهم، وشاركوهم أموالهم وأعمالهم ولم نسمع عن حادثة واحدة للعنصرية أو التجويع…

الآن.. !!

الآن.. أصبح أطفال اللاجئين السوريين يشكلون عبئاً علينا؟؟

تحضرني حكاية رواها رواد التواصل الاجتماعي عن طفل سوري جريح قال قبل الموت (سأخبر الله بكل شيء)

.. وأما نحن فماذا سنقول اليك يا ألله؟

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى